أجرت وكالة "الأسوشيتيد برس" الأمريكية حوارا مع عمرو موسى، الأمين العام السابق للجامعة العربية وأحد أبرز الوجوه المرشحة لرئاسة الجمهورية، أكد فيه أنه حذر الرئيس السابق مبارك من استخدام العنف ضد المتظاهرين وطالبه بإيقاف قوات الأمن، غير أن الحاكم الاستبدادى لم يعيره اهتماما وتجاهل نصيحته لقناعته أنه قادر على النجاة من الانتفاضة الشعبية، على حد قول الوكالة.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية التى نقلت حوار الوكالة إن موسى يتوقع سقوط الرئيس السورى، بشار الأسد قريبا، وانتشار الديمقراطية فى شتى أنحاء المنطقة.
"أتمنى أن يدرك الجميع، وعلى رأسهم النظام السورى أن هذا اتجاه تاريخى، ولا توجد نقطة عودة، فالشعب قال كلمته، ولن يستطيع العودة إلى الحياة الطبيعية التى عاصرها خلال الـ10 أو 20 أو 30 أو حتى 60 عاما الماضية، وإن لم يدركوا ذلك، فالمسألة مسألة وقت..والموقف لم يعد يمكن الدفاع عنه".
وأكد موسى فى حواره من المؤتمر الاقتصادى فى إيطاليا أن "النجاح سيكون حليف الثورة فى سوريا".
ومن ناحية أخرى، وصف موسى الذى شغل منصب وزير الخارجية فى التسعينيات، الربيع العربى بأنه "فاجئ الجميع، ولكن الحدث فى حد ذاته، الثورة ضد الطغيان، كان يهيمن على المناخ السائد، وحقيقة الأمر، توقع كثيرون هذا الأمر، وأنا من بينهم".
وقال موسى إنه أخبر مبارك فى يناير الماضى عندما بدأت الانتفاضة تشتعل "الشعب غاضب ويشعر بالإحباط، وقوات الأمن ينبغى أن تتوقف"، غير أن مبارك لم يمنحه "رد فعل، ربما كان واثقا للغاية من أن قوات الأمن ستحول دون حدوث ذلك".
وأجاب موسى عندما سئل عن شعوره وهو يراقب الإذلال الذى تعرض له الرئيس السابق أثناء محاكمته المتلفزة "شعرت بالارتياح لحقيقة أنها محاكمة حقيقية..إن ذهبت لتزور المناطق الفقيرة فى القاهرة، سترى حجم الإهمال الناتج عن الفساد التى انتشر فى عهد هذا النظام، وهذا أمر سيئ للغاية فثمانية ملايين يعيشون فى أحياء فقيرة فى القاهرة الكبرى فقط..وأشعر بغضب شديد حيال هذا الحجم".
ومن ناحية أخرى، أكد موسى أن الحكومة العسكرية المؤقتة تفعل ما فى وسعها خلال الفترة الانتقالية، مشيرا إلى أنه يتوقع إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة فى الربع الأول من عام 2012، ومن المتوقع إجراء انتخابات برلمانية فى نوفمبر المقبل.
ودحض أبرز المرشحين للرئاسة مخاوف البعض فى الغرب المتعلقة بتضرر معاهدة السلام مع إسرائيل، وأن الإسلاميين سيحظون بالقوة والزخم، مما سيزج بمصر لتتبع النموذج الإيرانى بعدما طردت الشاة القوى العلمانية فى البلاد فقط لتتفوق عليها الثورة الإسلامية لاحقا.
"لا أعتقد أن التيارات الإسلامية ستكون لها الأغلبية، فنحن بصدد الدخول فى مناظرات حامية، ولن يكون سهلا على أن حزب فرض نوع معين من القوانين على البرلمان".