أكد الطيار لطفي مصطفي كمال وزير الطيران المدني أن خسائر القطاع بلغت خلال الشهور الماضية 2.2 مليار جنيه، مشيراً إلي بداية تحسن الأوضاع حالياً في مختلف الشركات التابعة للوزارة لعدة أسباب من بينها موسم العمرة الحالي الذي تمكنت من خلاله مصر للطيران من استيعاب كافة حجوزات شركات السياحة المنظمة لرحلات العمرة والتحسن الملحوظ في حركة الطيران في المطارات السياحية خاصة مطاري الغردقة وشرم الشيخ. اللذين شهدا بداية عودة الأفواج السياحية التي تنقلها شركات الطيران العارض.
وأعرب الوزير -في حواره لصحيفة الجمهورية الاحد- عن أمله في استمرار حالة التحسن التي يشهدها القطاع حالياً. خاصة مع قرب موسم الحج.. وأضاف أن مايهمنا حالياً هو انتظام واستمرار حركة التحسن الحالي وأن يشمل هذا التحسن حركة الطيران المنتظم من مختلف دول العالم. مشيراً إلي أنه باستقرار الأحوال داخل الدولة سيعود الأمر إلي طبيعته وتتحول الخسائر الحالية إلي أرباح.
وقال الوزير: إن هناك عدداً من المشروعات التي ستفتتح خلال شهور قليلة مثل: القطار الآلي الذي من المقرر أن يتم تشغيله مع نهاية العام الجاري بالإضافة إلي مجموعة أخري من المشروعات بمطار القاهرة مثل الفندق. إلي جانب عدد من المشروعات في مطاري الغردقة وشرم الشيخ.. وستشهد الأيام القليلة القادمة توقيع عقد مع بنك التنمية الافريقي لتطوير مطار شرم الشيخ بمايتناسب مع حجم حركة الركاب المتوقعة حتي عام 2025 وذلك بزيادة الطاقة الاستيعابية للمطار لتصل إلي 12 مليون راكب سنوياً وهو ما يُعد إضافة جيدة للمطار. ستساعدنا في تقديم خدمة متميزة
للركاب في إطار المحافظة علي ماحققناه من نجاحات. أو القضاء علي مايحدث من اختناقات وهو ماشهده مطار الغردقة في بعض الفترات ولكن التوسعات الجديدة ستؤدي إلي تحسن الخدمة والأداء.
وفي سؤال حول طلب بعض المضيفات في السماح لهن بارتداء الحجاب اثناء الرحلات قال الطيار لطفي كمال "إنني أفكر في هذا الامر بموضوعية من عدة وجهات نظر متمثلة في وجهات نظر المضيفة والشركة والمجتمع والدولة. خاصة ان كلاً منهم له وجهة نظر. فالمضيفة وجه نظرها انها محجبة وتريد ان تعمل وبعضهن محجبات بالفعل وتخلع الحجاب قبل دخول الطائرة وقبلت بذلك فماذا تغير بعد الثورة. حتي تطالبي بان تعملي بنفس الوظيفة وتحصلي علي نفس الراتب ولا تلتزمي بالعقد المبرم بينك وبين الشركة خاصة ان العقد شريعة المتعاقدين. وبالفعل عرضت عدة حلول لحل هذا الموضوع اتمني ان تكون مناسبة لهن.
واضاف الوزير ان الموضوع له ابعاد كثيرة منها وجهة نظر المجتمع حيث اكد الكثيرون ممن تحاورت معهم انهم يرفضون فكرة المضيفة المحجبة. في حين قالت لي عدد من السيدات حرام عليك ان تجبرهن علي خلع الحجاب لبقائهن في العمل. ومن هنا لابد ان انظر الي وجهة نظر الشركة وما اذا كان تنفيذه سيحقق خسائر. فاذا كان سيحقق خسائر للشركة فلابد ان نعيد النظر في صياغة الموضوع. اما من ناحية الدولة فاننا في مرحلة يحدث فيها تضارب ويصفنا البعض بالتعنت.. واشار الوزير الي انه بالتفكير من خلال طرح وجهات النظر المختلفة وجد انه اذا كان صاحب المصلحة الفردية سيحقق الضرر لصاحب المصلحة العامة. فلابد ان يقنع صاحب المصلحة العامة بالتخلي عن مصلحته للحفاظ علي المصلحة العامة والمجتمع لن يخلو من الطرفين المؤيد للحجاب موجود. والمعارض له موجود ايضا. ولكل منهما حجته.
في سؤال حول تقدم إحدي الشركات التي قامت بإنشاء مطار بنظام B.O.T بطلب لإنشاء أكاديمية طيران جديدة يديرها القطاع الخاص..فهل ستوافق الوزارة علي مثل هذا الطلب؟! قال" ما نما إلي علمي أن هناك جهة ما تريد أن تؤسس أكاديمية طيران بمصر. وأعتقد أن هذا الموضوع يجب أن يعامل بحذر لأن وجود أكاديمية طيران غير مصرية علي أرض مصرية أمر يخص الأمن القومي لمصر ولابد أن ينظر إليه من هذا المنظور. خاصة أن الطيران التدريبي يختلف كثيرا عن تشغيل خط طيران لأنه يتعامل يومياً مع المجال الجوي المصري."
وعن الحاجة لإصدار تشريع جديد به مواد تحدد من له حق الهبوط في مطار القاهرة اجاب وزير الطيران قائلا "إننا لسنا بحاجة لإصدار مثل هذه التشريعات ولكن يجب أن نكون مفاوضين أقوياء للحفاظ علي مصلحة مصر بصفة عامة ومصر للطيران بصفة خاصة وحتي الان نحن قادرون علي ذلك. وان شاء الله سنستمر في ذلك دون الحاجة إلي إصدار تشريع. لأنه لوصدر مثل هذا التشريع سيعطي ميزة لشركة. وستطالب شركات أخري المعاملة بالمثل. وهذا لايمكن أن يحدث في صناعة دولية تخضع لمعايير عديدة والتي يتم التعامل معها من خلال توازنات عديدة لتحقيق المصالح المختلفة."