انا مسلم
تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 829894
ادارة المنتدي تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 103798
انا مسلم
تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 829894
ادارة المنتدي تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 103798
انا مسلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


anamuslim
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المنتدي بحاجه الي مشرفين واعضاء

 

 تفسير سورة البقرة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
صياد القلوب
Admin
Admin
صياد القلوب


الجنس : ذكر
الابراج : العقرب
الأبراج الصينية : الكلب
عدد المساهمات : 1057
نقاط : 3168
تاريخ التسجيل : 13/08/2011
العمر : 30
الموقع : http://anamuslim.hateam.com/
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مشغول
المزاج المزاج : رايق

بطاقة الشخصية
ابو روان: الجوكر

تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقرة    تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد 19 فبراير 2012 - 16:28

وأما قوله: (قد علم كل أناس
مشربهم)، فإنما أخبر الله عنهم بذلك. لأن معناهم -في الذي أخرج الله جل
وعز لهم من الحجر، الذي وصف جل ذكره في هذه الآية صفته- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] من الشرب كان مخالفا معاني سائر الخلق فيما أخرج الله لهم من المياه من الجبال والأرضين، التي لا مالك لها سوى الله عز وجل . وذلك < 2-122 > أن
الله كان جعل لكل سبط من الأسباط الاثني عشر، عينا من الحجر الذي وصف صفته
في هذه الآية، يشرب منها دون سائر الأسباط غيره، لا يدخل سبط منهم في شرب
سبط غيره. وكان مع ذلك لكل عين من تلك العيون الاثنتي عشرة، موضع من الحجر
قد عرفه السبط الذي منه شربه. فلذلك خص جل ثناؤه هؤلاء بالخبر عنهم: أن كل
أناس منهم كانوا عالمين بمشربهم دون غيرهم من الناس . إذ كان غيرهم -في
الماء الذي لا يملكه أحد- شركاء في منابعه ومسايله. وكان كل سبط من هؤلاء
مفردا بشرب منبع من منابع الحجر - دون سائر منابعه - خاص لهم دون سائر
الأسباط غيرهم. فلذلك خصوا بالخبر عنهم: أن كل أناس منهم قد علموا مشربهم.


* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وهذا أيضا مما استغني بذكر ما هو ظاهر منه، عن ذكره ما ترك ذكره . وذلك أن تأويل الكلام: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
، فضربه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا , قد علم كل أناس مشربهم , فقيل لهم:
كلوا واشربوا من رزق الله. أخبر الله جل ثناؤه أنه أمرهم بأكل ما رزقهم في
التيه من المن والسلوى , وبشرب ما فجر لهم فيه من الماء من الحجر
المتعاور، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الذي لا قرار له في الأرض , ولا سبيل إليه [إلا] لمالكيه، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يتدفق بعيون الماء، ويزخر بينابيع العذب الفرات، بقدرة ذي الجلال والإكرام .

ثم تقدم جل ذكره إليهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - مع إباحتهم ما أباح، وإنعامه بما < 2-123 > أنعم به عليهم من العيش الهنيء - بالنهي عن السعي في الأرض فسادا , والعَثَا فيها استكبارا , فقال جل ثناؤه لهم: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](60) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يعني بقوله: (لا تعثوا) لا تطغوا , ولا تسعوا في الأرض مفسدين . كما:-

1050 - حدثني به المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر , عن
الربيع , عن أبي العالية: (ولا تعثوا في الأرض مفسدين)، يقول: لا تسعوا في
الأرض فسادا.

1051 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (ولا تعثوا في الأرض مفسدين) لا تعث: لا تطغ .

1052 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد ,
عن قتادة: (ولا تعثوا في الأرض مفسدين)، أي لا تسيروا في الأرض مفسدين .

1053 - حدثت عن المنجاب قال، حدثنا بشر , عن أبي روق , عن الضحاك , عن ابن عباس: (ولا تعثوا في الأرض مفسدين)، لا تسعوا في الأرض .

وأصل " العَثَا " شدة الإفساد , بل هو أشد الإفساد. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يقال منه: " عَثِيَ فلان في الأرض " -إذا تجاوز في الإفساد إلى غايته-"
يعثى عثا " مقصور , وللجماعة: هم يعثون . وفيه لغتان أخريان، إحداهما: "
عثا يعثو عُثُوّا " . ومن قرأها بهذه اللغة , فإنه ينبغي له أن يضم الثاء
من " يعثو " , ولا أعلم قارئا يقتدى بقراءته < 2-124 > قرأ به. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ومن نطق بهذه اللغة مخبرا عن نفسه قال: " عثوت أعثو " , ومن نطق باللغة الأولى قال: " عَثِيت أَعْثَى ".

والأخرى منهما: " عاث يعيث عيثا وعيوثا وعيثانا " , كل ذلك بمعنى واحد . ومن " العيث " قول رؤبة بن العجاج:

وعــاث فينــا مســتحل عـائث:

مُصَـــدِّق أو تـــاجر مقــاعث [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يعني بقوله: " عاث فينا "، أفسد فينا.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وَإِذْ
قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا
رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا
وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قد دللنا -فيما مضى قبل- على معنى " الصبر " وأنه كف النفس وحبسها عن الشيء. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فإذ كان ذلك كذلك , فمعنى الآية إذا: واذكروا إذا قلتم -يا معشر بني
إسرائيل-: لن نطيق حبس أنفسنا على طعام واحد - وذلك " الطعام الواحد "، هو
ما أخبر الله جل ثناؤه أنه أطعمهموه في تيههم، وهو " السلوى " < 2-125 > في
قول بعض أهل التأويل , وفي قول وهب بن منبه هو " الخبز النقي مع اللحم " -
فاسأل لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من البقل والقثاء ، وما سمى الله
مع ذلك، وذكر أنهم سألوه موسى .

* * *

وكان سبب مسألتهم موسى ذلك فيما بلغنا , ما: -

1054 - حدثنا به بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد
, عن قتادة قوله: (وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد) قال: كان
القوم في البرية قد ظلل عليهم الغمام , وأنـزل عليهم المن والسلوى , فملوا
ذلك , وذكروا عيشا كان لهم بمصر , فسألوه موسى . فقال الله تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .

1055 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر ,
عن قتادة في قوله: (لن نصبر على طعام واحد)، قال: ملوا طعامهم , وذكروا
عيشهم الذي كانوا فيه قبل ذلك , قالوا: (ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت
الأرض من بقلها وقثائها وفومها) الآية .

1056 - حدثني المثنى بن إبراهيم قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر ,
عن الربيع , عن أبي العالية في قوله: (وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام
واحد)، قال: كان طعامهم السلوى , وشرابهم المن , فسألوا ما ذكر , فقيل
لهم: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .

* * *

قال أبو جعفر: وقال قتادة: إنهم لما قدموا الشام فقدوا أطعمتهم التي
كانوا يأكلونها , فقالوا: (ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها
وقثائها وفومها وعدسها وبصلها)، وكانوا قد ظلل عليهم الغمام، وأنـزل عليهم
المن والسلوى , فملوا ذلك , وذكروا عيشا كانوا فيه بمصر .

1057 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى < 2-126 > قال، سمعت ابن أبي نجيح في قوله عز وجل: (لن نصبر على طعام واحد)، المن والسلوى , فاستبدلوا به البقل وما ذكر معه .

1058 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد بمثله سواء .

1059 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا حجاج , عن ابن جريج , عن مجاهد بمثله .

1060 - حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط
, عن السدي: أُعطوا في التيه ما أُعطوا , فملوا ذلك وقالوا: (يا موسى لن
نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها
وقثائها وفومها وعدسها وبصلها) .

1061 - حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، أنبأنا ابن
زيد قال: كان طعام بني إسرائيل في التيه واحدا , وشرابهم واحدا. كان
شرابهم عسلا ينـزل لهم من السماء يقال له المن , وطعامهم طير يقال له
السلوى , يأكلون الطير ويشربون العسل , لم يكونوا يعرفون خبزا ولا غيره .
فقالوا: " يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا
رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا "، فقرأ
حتى بلغ: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .

* * *

وإنما قال جل ذكره: (يخرج لنا مما تنبت الأرض) - ولم يذكر الذي سألوه
أن يدعو ربه ليخرج لهم من الأرض , فيقول: قالوا ادع لنا ربك يخرج لنا كذا
وكذا مما تنبته الأرض من بقلها وقثائها - لأن " من " تأتي بمعنى التبعيض
لما بعدها , فاكتفي بها عن ذكر التبعيض , إذ كان معلوما بدخولها معنى ما
أريد بالكلام الذي هي فيه. كقول القائل: أصبح اليوم عند فلان من الطعام "
يريد شيئا منه.

وقد قال بعضهم: " من " ههنا بمعنى الإلغاء والإسقاط . كأن معنى الكلام < 2-127 > عنده: يخرج لنا ما تنبت الأرض من بقلها . واستشهد على ذلك بقول العرب: " ما رأيت من أحد " بمعنى: ما رأيت أحدا , وبقول الله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ البقرة: 271]، وبقولهم: " قد كان من حديث , فخل عني حتى أذهب , يريدون: قد كان حديث .

وقد أنكر من أهل العربية جماعة أن تكون " من " بمعنى الإلغاء في شيء من
الكلام , وادعوا أن دخولها في كل موضع دخلت فيه، مؤذن أن المتكلم مريد
لبعض ما أدخلت فيه لا جميعه , وأنها لا تدخل في موضع إلا لمعنى مفهوم .

فتأويل الكلام إذا - على ما وصفنا من أمر " من " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] -: فادع لنا ربك يخرج لنا بعض ما تنبت الأرض من بقلها وقثائها .

* * *

و " البقل " و " القثاء " و " العدس " و " البصل " , هو ما قد عرفه الناس بينهم من نبات الأرض وحبها .

* * *

وأما " الفوم " , فإن أهل التأويل اختلفوا فيه . فقال بعضهم: هو الحنطة والخبز.

* ذكر من قال ذلك:

1062 - حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا أبو أحمد ومؤمل قالا حدثنا سفيان , عن ابن أبي نجيح , عن عطاء قال: الفوم:، الخبز .

1063 - حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد، حدثنا سفيان , عن ابن جريج , عن عطاء ومجاهد قوله: (وفومها) قالا خبزها .

1064 - حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ومحمد بن عمرو قالا حدثنا أبو
عاصم , عن عيسى بن ميمون , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد: (وفومها)، قال:
الخبز .
< 2-128 >
1065 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد , عن سعيد , عن قتادة والحسن: الفوم، هو الحب الذي تختبزه الناس .

1066 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر , عن قتادة والحسن بمثله .

1067 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا حصين , عن أبي مالك في قوله: (وفومها) قال: الحنطة .

1068 - حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط بن نصر عن السدي: (وفومها)، الحنطة.

1069 - حدثني المثنى قال، حدثنا عمرو بن عون قال، حدثنا هشيم , عن يونس , عن الحسن وحصين , عن أبي مالك في قوله: (وفومها)، الحنطة.

1070 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر الرازي , عن قتادة قال: الفوم، الحب الذي يختبز الناس منه .

1071 - حدثني القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج , عن ابن جريج
قال، قال لى عطاء بن أبي رياح قوله: (وفومها)، قال: خبزها، قالها مجاهد .

1072 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال لي ابن زيد: الفوم، الخبز.

1073 - حدثني يحيى بن عثمان السهمي قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال،
حدثني معاوية , عن علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس في قوله: (وفومها) يقول:
الحنطة والخبز .

1074 - حُدثت عن المنجاب قال، حدثنا بشر , عن أبي روق , عن الضحاك , عن ابن عباس في قوله: (وفومها) قال: هو البر بعينه، الحنطة.

1075 - حدثنا علي بن الحسن قال، حدثنا مسلم الجرمي قال، حدثنا عيسى بن
يونس , عن رشدين بن كريب , عن أبيه , عن ابن عباس في قول الله عز < 2-129 > وجل: (وفومها) قال: الفوم، الحنطة بلسان بني هاشم . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

1076 - حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال، حدثنا عبد
العزيز بن منصور , عن نافع بن أبي نعيم، أن عبد الله بن عباس سئل عن قول
الله: (وفومها)، قال: الحنطة، أما سمعت قول أُحَيْحة بن الجُلاح وهو يقول:


قـد كـنت أغنـى الناس شخصا واحدا

وَرَد المدينــة عــن زراعـة فـوم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

وقال آخرون: هو الثوم .

* ذكر من قال ذلك:

1077 - حدثني أحمد بن إسحاق الأهوازي قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا شريك , عن ليث , عن مجاهد قال: هو هذا الثوم .

1078 - حدثني المثنى بن إبراهيم قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع قال: الفوم، الثوم .

* * *

وهو في بعض القراءات " وثومها " .

* * *
< 2-130 >
وقد ذكر أن تسمية الحنطة والخبز جميعا " فوما " من اللغة القديمة . حكي
سماعا من أهل هذه اللغة: " فوموا لنا " , بمعنى اختبزوا لنا .

* * *

وذكر أن ذلك قراءة عبد الله بن مسعود: " وثومها " بالثاء . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فإن كان ذلك صحيحا، فإنه من الحروف المبدلة كقولهم: " وقعوا في عاثور شر:
وعافور شر " وكقولهم "" للأثافي، أثاثي؛ وللمغافير، مغاثير وما أشبه ذلك
مما تقلب الثاء فاء والفاء ثاء، لتقارب مخرج الفاء من مخرج الثاء. و "
المغافير " شبيه بالشيء الحلو، يشبه بالعسل، ينـزل من السماء حلوا، يقع
على الشجر ونحوها.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

يعني بقوله: (قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير)، قال: لهم
موسى: أتأخذون الذي هو أخس خطرا وقيمة وقدرا من العيش , بدلا بالذي هو خير
منه خطرا وقيمة وقدرا؟ وذلك كان استبدالهم .

* * *

وأصل " الاستبدال ": هو ترك شيء لآخر غيره مكان المتروك .

* * *

ومعنى قوله: (أدنى) أخس وأوضع وأصغر قدرا وخطرا . وأصله من قولهم: "
هذا رجل دني بين الدناءة " و " إنه ليدنِّي في الأمور " بغير همز، إذا كان
يتتبع خسيسها . وقد ذكر الهمز عن بعض العرب في ذلك، سماعا منهم . يقولون:
ما كنتَ دانئا، ولقد دنأتَ ، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأنشدني بعض أصحابنا عن غيره، أنه سمع بعض بني كلاب ينشد بيت الأعشى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
< 2-131 >
باســــلةُ الـــوقعِ ســـرابيلها

بيــض إلــى دانِئِهــا الظــاهر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بهمز الدانئ , وأنه سمعهم يقولون: " إنه لدانئ خبيث " بالهمز . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فإن كان ذلك عنهم صحيحا , فالهمز فيه لغة، وتركه أخرى .

* * *

ولا شك أن من استبدل بالمن والسلوى البقل والقثاء والعدس والبصل والثوم , فقد استبدل الوضيع من العيش بالرفيع منه .

* * *

وقد تأول بعضهم قوله: (الذي هو أدنى) بمعنى: الذي هو أقرب , ووجه قوله: (أدنى)، إلى أنه أفعل من " الدنو " الذي هو بمعنى القرب .

* * *

وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: (الذي هو أدنى) قاله عدد من أهل التأويل في تأويله .

* ذكر من قال ذلك:

1079 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع , عن سعيد , عن
قتادة قال: (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير)، يقول: أتستبدلون الذي
هو شر بالذي هو خير منه .

1080 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج < 2-132 > عن ابن جريج , عن مجاهد قوله: (الذي هو أدنى) قال: أردأ.

* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://anamuslim.hateam.com
صياد القلوب
Admin
Admin
صياد القلوب


الجنس : ذكر
الابراج : العقرب
الأبراج الصينية : الكلب
عدد المساهمات : 1057
نقاط : 3168
تاريخ التسجيل : 13/08/2011
العمر : 30
الموقع : http://anamuslim.hateam.com/
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مشغول
المزاج المزاج : رايق

بطاقة الشخصية
ابو روان: الجوكر

تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقرة    تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد 19 فبراير 2012 - 16:30

القول في تأويل قوله تعالى ذكره [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وتأويل ذلك: فدعا موسى، فاستجبنا له , فقلنا لهم: " اهبطوا مصرا " ،
وهو من المحذوف الذي اجتزئ بدلالة ظاهره على ذكر ما حذف وترك منه .

* * *

وقد دللنا -فيما مضى- على أن معنى " الهبوط" إلى المكان، إنما هو النـزول إليه والحلول به . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

فتأويل الآية إذا: وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد، فادع لنا
ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها. قال
لهم موسى: أتستبدلون الذي هو أخس وأردأ من العيش، بالذي هو خير منه. فدعا
لهم موسى ربه أن يعطيهم ما سألوه , فاستجاب الله له دعاءه , فأعطاهم ما
طلبوا , وقال الله لهم: (اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم) .

* * *

ثم اختلف القَرَأَة في قراءة قوله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة](مصرا)
فقرأه عامة القَرَأَة: " مصرا " بتنوين " المصر " وإجرائه. وقرأه بعضهم
بترك التنوين وحذف الألف منه . فأما الذين نونوه وأجروه , فإنهم عنوا به
مصرا من الأمصار، لا مصرا بعينه . فتأويله -على قراءتهم-: اهبطوا مصرا من
الأمصار , لأنكم في البدو , والذي طلبتم لا يكون في البوادي والفيافي ,
وإنما يكون في القرى والأمصار , فإن لكم -إذا هبطتموه- ما سألتم من العيش
. وقد يجوز أن يكون بعض من قرأ ذلك < 2-133 > بالإجراء
والتنوين , كان تأويل الكلام عنده: " اهبطوا مصرا " البلدة التي تعرف بهذا
الاسم، وهي" مصر " التي خرجوا عنها . غير أنه أجراها ونونها اتباعا منه خط
المصحف , لأن في المصحف ألفا ثابتة في" مصر " , فيكون سبيل قراءته ذلك
بالإجراء والتنوين، سبيل من قرأ: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ الإنسان: 15-16] منونة اتباعا منه خط المصحف . وأما الذي لم ينون مصر
فإنه لا شك أنه عنى " مصر " التي تعرف بهذا الاسم بعينها دون سائر البلدان
غيرها. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

وقد اختلف أهل التأويل في ذلك، نظير اختلاف القَرَأَة في قراءته .

1081 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع , عن سعيد , عن قتادة: (اهبطوا مصرا)، أي مصرا من الأمصار، فإن لكم ما سألتم.

1082 - وحدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط
, عن السدي: (اهبطوا مصرا) من الأمصار , فإن لكم ما سألتم. فلما خرجوا من
التيه، رفع المن والسلوى وأكلوا البقول .

1083 - وحدثني المثنى قال، حدثني آدم قال، حدثنا أبو جعفر , عن قتادة في قوله: (اهبطوا مصرا) قال: يعني مصرا من الأمصار .

1084 - وحدثنا القاسم بن الحسن قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج , عن
ابن جريج , عن مجاهد: (اهبطوا مصرا) قال: مصرا من الأمصار . زعموا أنهم لم
يرجعوا إلى مصر.

1085- حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد:
(اهبطوا مصرا)، قال: مصرا من الأمصار . و " مصر " لا تُجْرَى في الكلام.
فقيل: أي مصر. فقال: الأرض المقدسة التي كتب الله لهم، وقرأ قول الله جل
ثناؤه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [المائدة: 21].

* * *
< 2-134 >
وقال آخرون: هي مصر التي كان فيها فرعون.

* ذكر من قال ذلك:

1086 - حدثني المثنى، حدثنا آدم , حدثنا أبو جعفر , عن الربيع , عن أبي العالية في قوله: (اهبطوا مصرا) قال: يعني به مصر فرعون .

1087 - حدثنا عن عمار بن الحسن , عن ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع مثله .

* * *

ومن حجة من قال إن الله جل ثناؤه إنما عنى بقوله: (اهبطوا مصرا)، مصرا
من الأمصار دون " مصر " فرعون بعينها -: أن الله جعل أرض الشام لبني
إسرائيل مساكن بعد أن أخرجهم من مصر . وإنما ابتلاهم بالتيه بامتناعهم على
موسى في حرب الجبابرة، إذ قال لهم: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يَا
قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ
وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ
* قَالُوا
يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا
حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ
* قَالَ
رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْ,
خُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ
وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
* قَالُوا
يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ
أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[المائدة: 21-24]، فحرم الله جل وعز على قائلي ذلك -فيما ذكر لنا- دخولها
حتى هلكوا في التيه. وابتلاهم بالتيهان في الأرض أربعين سنة , ثم أهبط
ذريتهم الشأم , فأسكنهم الأرض المقدسة , وجعل هلاك الجبابرة على أيديهم مع
يوشع بن نون - بعد وفاة موسى بن عمران . فرأينا الله جل وعز قد أخبر عنهم
أنه كتب لهم الأرض المقدسة، ولم يخبرنا عنهم أنه ردهم إلى مصر بعد إخراجه
إياهم منها , فيجوز لنا أن نقرأ: " اهبطوا مصر " , ونتأوله أنه ردهم إليها
.
< 2-135 >
قالوا: فإن احتج محتج بقول الله جل ثناؤه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ الشعراء: 57-59] قيل لهم: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فإن الله جل ثناؤه إنما أورثهم ذلك، فملكهم إياها ولم يردهم إليها , وجعل مساكنهم الشأم .

* * *

وأما الذين قالوا: إن الله إنما عنى بقوله جل وعز: (اهبطوا مصرَ) مصرَ ؛ فإن من حجتهم التي احتجوا بها الآية التي قال فيها: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ الشعراء: 57-59] وقوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ الدخان: 25-28]، قالوا: فأخبر الله جل ثناؤه أنه قد ورثهم ذلك وجعلها
لهم , فلم يكونوا يرثونها ثم لا ينتفعون بها . قالوا: ولا يكونون منتفعين
بها إلا بمصير بعضهم إليها , وإلا فلا وجه للانتفاع بها، إن لم يصيروا، أو
يصر بعضهم إليها . قالوا: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وأخرى، أنها في قراءة أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود: " اهبطوا مصر " بغير
ألف . قالوا: ففي ذلك الدلالة البينة أنها " مصر " بعينها .

* * *

قال أبوجعفر: والذي نقول به في ذلك أنه لا دلالة في كتاب الله على
الصواب من هذين التأويلين , ولا خبر به عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقطع
مجيئه العذر. وأهل التأويل متنازعون تأويله ، فأولى الأقوال في ذلك عندنا
بالصواب أن يقال: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إن موسى سأل ربه أن يعطي قومه ما سألوه من نبات الأرض - على ما بينه الله
جل وعز في كتابه - وهم في الأرض تائهون , فاستجاب الله لموسى دعاءه ,
وأمره أن يهبط بمن معه من قومه < 2-136 > قرارا
من الأرض التي تنبت لهم ما سأل لهم من ذلك , إذ كان الذي سألوه لا تنبته
إلا القرى والأمصار، وأنه قد أعطاهم ذلك إذ صاروا إليه. وجائز أن يكون ذلك
القرار " مصر "، وجائز أن يكون " الشأم " .

فأما القراءة فإنها بالألف والتنوين: (اهبطوا مصرا) وهي القراءة التي
لا يجوز عندي غيرها، لاجتماع خطوط مصاحف المسلمين , واتفاق قراءة
القَرَأَة على ذلك . ولم يقرأ بترك التنوين فيه وإسقاط الألف منه، إلا من
لا يجوز الاعتراض به على الحجة، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فيما جاءت به من القراءة مستفيضا بينهما.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: يعنى بقوله: (وضربت) أي فرضت . ووضعت عليهم الذلة
وألزموها . من قول القائل: " ضرب الإمام الجزية على أهل الذمة " و " ضرب
الرجل على عبده الخراج " يعني بذلك وضعه فألزمه إياه , ومن قولهم: " ضرب
الأمير على الجيش البعث " , يراد به: ألزمهموه . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

وأما " الذلة " فهي" الفعلة " من قول القائل: ذل فلان يذل ذلا وذلة ، كـ " الصغرة " من " صغُر الأمر " , و " القِعدة " من " قعد ". [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

و " الذلة " هي الصغار الذي أمر الله جل ثناؤه عباده المؤمنين أن لا
يعطوهم أمانا على القرار على ما هم عليه من كفرهم به وبرسوله - إلا أن
يبذلوا الجزية عليه لهم , فقال عز وجل: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قَاتِلُوا
الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا
يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ
الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ
عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ
< 2-137 > [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ التوبة: 29] كما:-

1088 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر ,
عن الحسن وقتادة في قوله: (وضربت عليهم الذلة)، قالا يعطون الجزية عن يد
وهم صاغرون .

* * *

وأما " المسكنة " فإنها مصدر " المسكين " . يقال: " ما فيهم أسكن من فلان " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
و " ما كان مسكينا " و " لقد تمسكن مسكنة ". ومن العرب من يقول: " تمسكن
تمسكنا ". و " المسكنة " في هذا الموضع مسكنة الفاقة والحاجة , وهي خشوعها
وذلها ، كما:-

1089 - حدثني به المثنى بن إبراهيم قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر
, عن الربيع , عن أبي العالية في قوله: (والمسكنة) قال: الفاقة.

1090 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط , عن السدي قوله: (وضربت عليهم الذلة والمسكنة)، قال: الفقر.

1091 - وحدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:
(وضربت عليهم الذلة والمسكنة)، قال: هؤلاء يهود بني إسرائيل . قلت له: هم
قبط مصر؟ قال: وما لقبط مصر وهذا، لا والله ما هم هم , ولكنهم اليهود،
يهود بني إسرائيل.

* * *

فأخبرهم الله جل ثناؤه أنه يبدلهم بالعز ذلا وبالنعمة بؤسا , وبالرضا
عنهم غضبا , جزاء منه لهم على كفرهم بآياته، وقتلهم أنبياءه ورسله، اعتداء
وظلما منهم بغير حق , وعصيانهم له , وخلافا عليه .

* * *
< 2-138 >
القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: يعني بقوله: (وباءوا بغضب من الله)، انصرفوا ورجعوا .
ولا يقال " باؤوا " إلا موصولا إما بخير، وإما بشر . يقال منه: " باء فلان
بذنبه يبوء به بوءا وبواء " . ومنه قول الله عز وجل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ المائدة : 29] يعني: تنصرف متحملهما وترجع بهما، قد صارا عليك دوني .

* * *

فمعنى الكلام إذا: ورجعوا منصرفين متحملين غضب الله , قد صار عليهم من الله غضب , ووجب عليهم منه سخط . كما:-

1092 - حُدثت عن عمار بن الحسن قال، حدثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن
الربيع في قوله: (وباؤوا بغضب من الله) فحدث عليهم غضب من الله .

1093 - حدثنا يحيى بن أبي طالب قال، أخبرنا يزيد قال، أخبرنا جويبر ,
عن الضحاك في قوله: (وباؤوا بغضب من الله) قال: استحقوا الغضب من الله .

* * *

وقدمنا معنى غضب الله على عبده فيما مضى من كتابنا هذا , فأغنى عن إعادته في هذا الموضع . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *
< 2-139 >
القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: " ذلك " ضرب الذلة والمسكنة عليهم
, وإحلاله غضبه بهم . فدل بقوله: " ذلك " - وهي يعني به ما وصفنا - على أن
قول القائل: " ذلك " يشمل المعاني الكثيرة إذا أشير به إليها.

* * *

ويعني بقوله: (بأنهم كانوا يكفرون) ، من أجل أنهم كانوا يكفرون . يقول:
فعلنا بهم -من إحلال الذل والمسكنة والسخط بهم- من أجل أنهم كانوا يكفرون
بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق , كما قال أعشى بني ثعلبة:

مليكيـــةٌ جَـــاوَرَتْ بالحجـــا

ز قومـــا عـــداة وأرضــا شــطيرا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بمــا قــد تَــرَبَّع روض القطـا

وروض التنــاضِب حــتى تصــــيرا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يعني بذلك: جاورت بهذا المكان، هذه المرأة، قوما عداة وأرضا بعيدة من أهله - لمكان قربها كان منه ومن قومه وبلده - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] من تربعها روض القطا وروض التناضب . < 2-140 > فكذلك
قوله: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا
بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ
اللَّهِ) يقول: كان ذلك منا بكفرهم بآياتنا , وجزاء لهم بقتلهم أنبياءنا .


* * *

وقد بينا فيما مضى من كتابنا أن معنى " الكفر ": تغطية الشيء وستره، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأن "آيات الله " حججه وأعلامه وأدلته على توحيده وصدق رسله . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فمعنى الكلام إذا: فعلنا بهم ذلك، من أجل أنهم كانوا يجحدون حجج الله على توحيده وتصديق رسله، ويدفعون حقيتها , ويكذبون بها.

* * *

ويعني بقوله: (ويقتلون النبيين بغير الحق) : ويقتلون رسل الله الذين ابتعثهم -لإنباء ما أرسلهم به عنه- لمن أرسلوا إليه.

* * *

وهم جماع، وأحدهم " نبي" , غير مهموز , وأصله الهمز , لأنه من " أنبأ
عن الله فهو ينبئ عنه إنباء "، وإنما الاسم منه،" منبئ" ولكنه صرف وهو "
مفعل " إلى " فعيل " , كما صرف " سميع " إلى " فعيل " من " مسمع " , و "
بصير " من " مبصر " , وأشباه ذلك , [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وأبدل مكان الهمزة من " النبيء " الياء , فقيل: " نبي" . هذا ويجمع "
النبي" أيضا على " أنبياء " , وإنما جمعوه كذلك، لإلحاقهم " النبيء "،
بإبدال الهمزة منه ياء، بالنعوت التي تأتي على تقدير " فعيل " من ذوات
الياء والواو . وذلك أنهم إذا جمعوا ما كان من النعوت على تقدير " فعيل "
من ذوات الياء والواو، جمعوه على " أفعلاء " كقولهم: " ولي وأولياء " ، و
" وصي وأوصياء " < 2-141 > ،
و " دعى وأدعياء " . ولو جمعوه على أصله الذي هو أصله ، وعلى أن الواحد "
نبيء " مهموز، لجمعوه على " فعلاء " , فقيل لهم " النبآء " , على مثال "
النبهاء " , [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لأن ذلك جمع ما كان على فعيل غير ذوات الياء والواو من النعوت، كجمعهم
الشريك شركاء , والعليم علماء ، والحكيم حكماء , وما أشبه ذلك . وقد حكي
سماعا من العرب في جمع " النبي"" النبآء " , وذلك من لغة الذين يهمزون "
النبيء " , ثم يجمعونه على " النبآء " - على ما قد بينت . ومن ذلك قول
عباس بن مرداس في مدح النبي صلى الله عليه وسلم .

يــا خــاتم النبـآء إنـك مرسـل

بـــالخير كـــلُّ هــدى الســبيل هداكــا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فقال : " يا خاتم النبآء " , على أن واحدهم " نبيء " مهموز . وقد قال بعضهم: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
" النبي" و " النبوة " غير مهموز ، لأنهما مأخوذان من " النَّبْوَة " ,
وهي مثل " النَّجْوَة " , وهو المكان المرتفع ، وكان يقول: إن أصل "
النبي" الطريق , ويستشهد على ذلك ببيت القطامي:

لمــا وردن نَبِيَّــا واســتَتَبّ بهـا

مُسْــحَنْفِر كخـطوط السَّـيْح مُنْسَـحِل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
< 2-142 >
يقول: إنما سمى الطريق " نبيا " , لأنه ظاهر مستبين، من " النَّبوة " .
ويقول: لم أسمع أحدا يهمز " النبي" . قال . وقد ذكرنا ما في ذلك، وبينا ما
فيه الكفاية إن شاء الله.

* * *

ويعني بقوله: (ويقتلون النبيين بغير الحق ) ، أنهم كانوا يقتلون رسل
الله، بغير إذن الله لهم بقتلهم، منكرين رسالتهم، جاحدين نبوتهم.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى ذكره [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](61) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وقوله: (ذلك)، رد على [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الأولى. ومعنى الكلام: وضربت عليهم الذلة والمسكنة, وباؤوا بغضب من الله
من أجل كفرهم بآيات الله, وقتلهم النبيين بغير الحق, من أجل عصيانهم ربهم
, واعتدائهم حدوده، فقال جل ثناؤه.(ذلك بما عصوا)، والمعنى: ذلك بعصيانهم
وكفرهم معتدين.

* * *

و " الاعتداء "، تجاوز الحد الذي حده الله لعباده إلى غيره. وكل متجاوز
حد شيء إلى غيره فقد تعداه إلى ما جاوز إليه. ومعنى الكلام: فعلت بهم ما
فعلت من ذلك، بما عصوا أمري, وتجاوزوا حدي إلى ما نهيتهم عنه.

* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://anamuslim.hateam.com
صياد القلوب
Admin
Admin
صياد القلوب


الجنس : ذكر
الابراج : العقرب
الأبراج الصينية : الكلب
عدد المساهمات : 1057
نقاط : 3168
تاريخ التسجيل : 13/08/2011
العمر : 30
الموقع : http://anamuslim.hateam.com/
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مشغول
المزاج المزاج : رايق

بطاقة الشخصية
ابو روان: الجوكر

تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقرة    تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد 19 فبراير 2012 - 16:31

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: أما " الذين آمنوا "، فهم المصدقون رسول الله فيما أتاهم
به من الحق من عند الله, وإيمانهم بذلك، تصديقهم به - على ما قد بيناه
فيما مضى من كتابنا هذا. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

وأما " الذين هادوا ", فهم اليهود. ومعنى: " هادوا "، تابوا. يقال منه: " هاد القوم يهودون هودا وهادة " . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقيل: إنما سميت اليهود " يهود "، من أجل قولهم: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. [سورة الأعراف: 156].

1094 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج قال: إنما سميت اليهود من أجل أنهم قالوا: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

* * *

القول في تأويل قوله عز وجل : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: و " النصارى " جمع, واحدهم نصران, كما واحد السكارى
سكران, وواحد النشاوى نشوان. وكذلك جمع كل نعت كان واحده على " فعلان "
فإن جمعه على " فعالى ". إلا أن المستفيض من كلام العرب في واحد " النصارى
"" نصراني". وقد حكى عنهم سماعا " نصران " بطرح الياء, ومنه قول الشاعر:

تـــراه إذا زار العشــي مُحَنِّفًــا

ويضحـي لديـه وهـو نصران شامس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

< 2-144 > وسمع منهم في الأنثى : " نصرانة ", قال الشاعر : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فَكِلْتَـاهُمَا خَـرَّتْ وَأَسْجَــدَ رَأْسُهَـا

كَمَـا سَجَـدَتْ نَصْــرَانَةٌ لَمْ تَحَنَّفِ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يقال: أسجد، إذا مال. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقد سمع في جمعهم " أنصار "، بمعنى النصارى. قال الشاعر:

لَمَّـــا رَأَيْــتُ نَبَطًــا أَنْصَــارَا

شَـــمَّرْتُ عَــنْ رُكْــبَتِيَ الإِزَارَا
كُنْتُ لَهُمْ مِنَ النَّصَارَى جَارَا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وهذه الأبيات التي ذكرتها، تدل على أنهم سموا " نصارى " لنصرة بعضهم
بعضا، وتناصرهم بينهم. وقد قيل إنهم سموا " نصارى "، من أجل أنهم نـزلوا
أرضا يقال لها " ناصرة ".
< 2-145 >
1095 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج:
" النصارى " إنما سموا نصارى من أجل أنهم نـزلوا أرضا يقال لها " ناصرة ".


* * *

ويقول آخرون: لقوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [سورة الصف: 14].

* * *

وقد ذكر عن ابن عباس من طريق غير مرتضًى أنه كان يقول: إنما سميت
النصارى نصارى, لأن قرية عيسى ابن مريم كانت تسمى " ناصرة ", وكان أصحابه
يسمون الناصريين, وكان يقال لعيسى: " الناصري".

1096 - حدثت بذلك عن هشام بن محمد, عن أبيه, عن أبي صالح, عن ابن عباس.

1096 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قال: إنما
سموا نصارى، لأنهم كانوا بقرية يقال لها ناصرة ينـزلها عيسى ابن مريم, فهو
اسم تسموا به، ولم يؤمروا به.

1098 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة في قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ المائدة: 14] قال: تسموا بقرية يقال لها " ناصرة ", كان عيسى ابن مريم ينـزلها.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى ذكره : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: و " الصابئون " جمع " صابئ", وهو المستحدث سوى دينه
دينا, كالمرتد من أهل الإسلام عن دينه. وكل خارج من دين كان عليه إلى آخر
غيره، تسميه العرب: " صابئا ". يقال منه: " صبأ فلان يصبأ صبْأ ". ويقال:
" صبأت النجوم ": إذا طلعت." وصبأ علينا فلان موضع كذا وكذا ", يعني به:
طلع.

* * *
< 2-146 >
واختلف أهل التأويل فيمن يلزمه هذا الاسم من أهل الملل. فقال بعضهم:
يلزم ذلك كل من خرج من دين إلى غير دين. وقالوا: الذين عنى الله بهذا
الاسم، قوم لا دين لهم

* ذكر من قال ذلك:

1099 - حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.

1100 - وحدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق جميعا, عن سفيان,
عن ليث, عن مجاهد قال: الصابئون ليسوا بيهود ولا نصارى، ولا دين لهم.

1101 - حدثنا ابن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان, عن الحجاج بن أرطاة, عن القاسم بن أبي بزة, عن مجاهد مثله.

1102 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام, عن عنبسة, عن الحجاج, عن مجاهد
قال: الصابئون بين المجوس واليهود، لا تؤكل ذبائحهم، ولا تنكح نساؤهم.

1103 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام, عن عنبسة, عن حجاج, عن قتادة, عن الحسن مثل ذلك.

1104 - حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح: " الصابئين " بين اليهود والمجوس لا دين لهم.

1105 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد مثله.

1106 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن
جريج: قال مجاهد: " الصابئين " بين المجوس واليهود, لا دين لهم. قال ابن
جريج: قلت لعطاء: " الصابئين " زعموا أنها قبيلة من نحو السواد، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ليسوا بمجوس ولا يهود ولا نصارى. قال: قد سمعنا ذلك, وقد قال المشركون للنبي: قد صبأ.
< 2-147 >
1107 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن
زيد في قوله: " والصابئين " قال: الصابئون، [أهل] دين من الأديان كانوا
بجزيرة الموصل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يقولون: لا إله إلا الله, وليس لهم عمل ولا كتاب ولا نبي، إلا قول لا إله
إلا الله. قال: ولم يؤمنوا برسول الله, فمن أجل ذلك كان المشركون يقولون
للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه: " هؤلاء الصابئون "، يشبهونهم بهم.

* * *

وقال آخرون: هم قوم يعيدون الملائكة ويصلون إلى القبلة

* ذكر من قال ذلك:

1108 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا المعتمر بن سليمان, عن أبيه, عن الحسن قال: حدثني زياد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أن الصابئين يصلون إلى القبلة، ويصلون الخمس. قال: فأراد أن يضع عنهم الجزية. قال: فخبر بعد أنهم يعبدون الملائكة.

1109 - وحدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة
قوله: (والصابئين) قال: الصابئون قوم يعبدون الملائكة, يصلون إلى القبلة,
ويقرءون الزبور.

1110 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم, حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن
أبي العالية قال: الصابئون فرقة من أهل الكتاب يقرءون الزبور. قال أبو
جعفر الرازي: وبلغني أيضا أن الصابئين قوم يعبدون الملائكة, ويقرءون
الزبور, ويصلون إلى القبلة.

* * *

وقال آخرون: بل هم طائفة من أهل الكتاب

* ذكر من قال ذلك:

1111 - حدثنا سفيان بن وكيع قال، حدثنا أبي ، عن سفيان قال: سئل السدي عن الصابئين، فقال: هم طائفة من أهل الكتاب.

* * *
< 2-148 >
القول في تأويل قوله تعالى ذكره [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: يعني بقوله: (من آمن بالله واليوم الآخر)، من صدق وأقر
بالبعث بعد الممات يوم القيامة، وعمل صالحا فأطاع الله, فلهم أجرهم عند
ربهم. يعني بقوله: (فلهم أجرهم عند ربهم)، فلهم ثواب عملهم الصالح عند
ربهم.

* * *

فإن قال لنا قائل: فأين تمام قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ؟

قيل: تمامه جملة قوله: (من آمن بالله واليوم الآخر). لأن معناه: من آمن
منهم بالله واليوم الآخر، فترك ذكر " منهم " لدلالة الكلام عليه، استغناء
بما ذكر عما ترك ذكره.

فإن قال: وما معنى هذا الكلام؟

قيل: إن معناه: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين، من يؤمن بالله واليوم الآخر، فلهم أجرهم عند ربهم.

فإن قال: وكيف يؤمن المؤمن؟

قيل: ليس المعنى في المؤمن المعنى الذي ظننته، من انتقال من دين إلى
دين، كانتقال اليهودي والنصراني إلى الإيمان = وإن كان قد قيل إن الذين
عنوا بذلك، من كان من أهل الكتاب على إيمانه بعيسى وبما جاء به, حتى أدرك
محمدا صلى الله عليه وسلم فآمن به وصدقه, فقيل لأولئك الذين كانوا مؤمنين
بعيسى وبما جاء به، إذ أدركوا محمدا صلى الله عليه وسلم: آمنوا بمحمد وبما
جاء به = ولكن معنى إيمان المؤمن في هذا الموضع، ثباته على إيمانه وتركه
تبديله. وأما إيمان اليهود والنصارى والصابئين, فالتصديق بمحمد صلى الله
عليه وسلم وبما < 2-149 > جاء
به, فمن يؤمن منهم بمحمد, وبما جاء به واليوم الآخر, ويعمل صالحا, فلم
يبدل ولم يغير حتى توفي على ذلك, فله ثواب عمله وأجره عند ربه, كما وصف جل
ثناؤه.

فإن قال قائل: وكيف قال: " فلهم أجرهم عند ربهم "، وإنما لفظه " من " لفظ واحد, والفعل معه موحد؟

قيل: " من "، وإن كان الذي يليه من الفعل موحدا, فإن له معنى الواحد
والاثنين والجمع، والتذكير والتأنيث, لأنه في كل هذه الأحوال على هيئة
واحدة وصورة واحدة لا يتغير. فالعرب توحد معه الفعل - وإن كان في معنى جمع
- للفظه ، وتجمع أخرى معه الفعل لمعناه, كما قال جل ثناؤه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ يونس: 42-43]. فجمع مرة مع " من " الفعل لمعناه, ووحد أخرى معه الفعل لأنه في لفظ الواحد, كما قال الشاعر:

ألمـا بسـلمى عنكمـا إن عرضتمـا,

وقـولا لهـا: عوجـي على من تخلفوا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

< 2-150 > فقال: " تخلفوا ", وجعل " من " بمنـزلة " الذين "، وقال الفرزدق:

تعــال فـإن عـاهدتني لا تخـونني

نكـن مثـل مـن يـا ذئب يصطحبان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فثنى " يصطحبان " لمعنى " من ". فكذلك قوله: (من آمن بالله واليوم
الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم)، وحد "آمن وعمل صالحا " للفظ " من
", وجمع ذكرهم في قوله: (فلهم أجرهم)، لمعناه, لأنه في معنى جمع.

* * *

وأما قوله : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](62) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فإنه يعني به جل ذكره: ولا خوف عليهم فيما قدموا عليه من أهوال
القيامة, ولا هم يحزنون على ما خلفوا وراءهم من الدنيا وعيشها، عند
معاينتهم ما أعد الله لهم من الثواب والنعيم المقيم عنده.

* * *

* ذكر من قال عُني بقوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، مؤمنو أهل الكتاب الذين أدركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم:

1112 - حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط بن نصر, عن السدي: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الآية, قال: نـزلت هذه الآية في أصحاب سلمان الفارسي. وكان سلمان من
جُنْدَيسابور, وكان من أشرافهم, وكان ابن الملك صديقا له مؤاخيا, لا يقضي
واحد منهم أمرا دون صاحبه, وكانا يركبان إلى الصيد جميعا. فبينما هما في
الصيد، إذ رفع لهما بيت من عباء, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فأتياه فإذا هما فيه برجل بين يديه مصحف يقرأ فيه < 2-151 > وهو
يبكي. فسألاه: ما هذا؟ فقال: الذي يريد أن يعلم هذا لا يقف موقفكما, فإن
كنتما تريدان أن تعلما ما فيه فانـزلا حتى أعلمكما. فنـزلا إليه, فقال
لهما: هذا كتاب جاء من عند الله, أمر فيه بطاعته ونهى عن معصيته, فيه: أن
لا تزني, ولا تسرق, ولا تأخذ أموال الناس بالباطل. فقص عليهما ما فيه, وهو
الإنجيل الذي أنـزله الله على عيسى. فوقع في قلوبهما، وتابعاه فأسلما.
وقال لهما: إن ذبيحة قومكما عليكما حرام.

فلم يزالا معه كذلك يتعلمان منه, حتى كان عيد للملك, فجعل طعاما, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ثم جمع الناس والأشراف, وأرسل إلى ابن الملك فدعاه إلى صنيعه ليأكل مع
الناس. فأبى الفتى، وقال: إني عنك مشغول, فكل أنت وأصحابك. فلما أكثر عليه
من الرسل, أخبرهم أنه لا يأكل من طعامهم. فبعث الملك إلى ابنه فدعاه.
وقال: ما أمرك هذا؟ قال: إنا لا نأكل من ذبائحكم, إنكم كفار، ليس تحل
ذبائحكم. فقال له الملك: من أمرك بهذا؟ فأخبره أن الراهب أمره بذلك. فدعا
الراهب فقال: ماذا يقول ابني؟ قال: صدق ابنك. قال له: لولا أن الدم فينا
عظيم لقتلتك, ولكن اخرج من أرضنا. فأجله أجلا. فقال سلمان: فقمنا نبكي
عليه, فقال لهما: إن كنتما صادقين, فإنا في بِيعة بالموصل مع ستين رجلا
نعبد الله فيها, فأتونا فيها.

فخرج الراهب, وبقي سلمان وابن الملك: فجعل يقول لابن الملك: انطلق بنا!
وابن الملك يقول: نعم. وجعل ابن الملك يبيع متاعه يريد الجهاز. فلما أبطأ
على سلمان, خرج سلمان حتى أتاهم, فنـزل على صاحبه، وهو رب البيعة. < 2-152 > وكان أهل تلك البيعة من أفضل الرهبان, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فكان سلمان: معهم يجتهد في العبادة ويتعب نفسه, فقال له الشيخ: إنك غلام
حدث تتكلف من العبادة ما لا تطيق, وأنا خائف أن تفتر وتعجز, فارفق بنفسك
وخفف عليها. فقال له سلمان: أرأيت الذي تأمرني به، أهو أفضل أو الذي أصنع؟
قال: بل الذي تصنع. قال: فخل عني.

ثم إن صاحب البيعة دعاه فقال: أتعلم أن هذه البيعة لي, وأنا أحق الناس
بها, ولو شئت أن أخرج هؤلاء منها لفعلت! ولكني رجل أضعُف عن عبادة هؤلاء,
وأنا أريد أن أتحول من هذه البيعة إلى بيعة أخرى هم أهون عبادة من هؤلاء,
فإن شئت أن تقيم ههنا فأقم, وإن شئت أن تنطلق معي فانطلق. قال له سلمان:
أي البيعتين أفضل أهلا؟ قال: هذه. قال سلمان: فأنا أكون في هذه. فأقام
سلمان بها وأوصى صاحب البيعة عالم البيعة بسلمان, فكان سلمان يتعبد معهم.

ثم إن الشيخ العالم أراد أن يأتي بيت المقدس, فقال لسلمان: إن أردت أن
تنطلق معي فانطلق, وإن شئت أن تقيم فأقم. فقال له سلمان: أيهما أفضل،
أنطلق معك أم أقيم؟ قال: لا بل تنطلق معي. فانطلق معه. فمروا بمقعد على
ظهر الطريق ملقى, فلما رآهما نادى: يا سيد الرهبان، ارحمني يرحمك الله!
فلم يكلمه ولم ينظر إليه. وانطلقا حتى أتيا بيت المقدس, فقال الشيخ
لسلمان: اخرج فاطلب العلم، فإنه يحضر هذا المسجد علماء أهل الأرض. فخرج
سلمان يسمع منهم, فرجع يوما حزينا, فقال له الشيخ: ما لك يا سلمان؟ قال:
أرى الخير كله قد ذهب به من كان قبلنا من الأنبياء وأتباعهم! فقال له
الشيخ: يا سلمان لا تحزن, فإنه قد بقي نبي ليس من نبي بأفضل تبعا منه،
وهذا زمانه الذي يخرج فيه, ولا أراني أدركه, وأما أنت فشاب لعلك أن تدركه,
وهو < 2-153 > يخرج
في أرض العرب فإن أدركته فآمن به واتبعه. فقال له سلمان: فأخبرني عن
علامته بشيء. قال: نعم, هو مختوم في ظهره بخاتم النبوة, وهو يأكل الهدية
ولا يأكل الصدقة. ثم رجعا حتى بلغا مكان المقعد, فناداهما فقال: يا سيد
الرهبان، ارحمني يرحمك الله! فعطف إليه حماره, فأخذ بيده فرفعه, فضرب به
الأرض ودعا له وقال: قم بإذن الله! فقام صحيحا يشتد, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فجعل سلمان يتعجب وهو ينظر إليه يشتد. وسار الراهب فتغيب عن سلمان، ولا يعلم سلمان.

ثم إن سلمان فزع فطلب الراهب. فلقيه رجلان من العرب من كلب، فسألهما:
هل رأيتما الراهب؟ فأناخ أحدهما راحلته, قال: نعم راعي الصرمة هذا! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فحمله فانطلق به إلى المدينة.

قال سلمان: فأصابني من الحزن شيء لم يصبني مثله قط. فاشترته امرأة من
جهينة فكان يرعى عليها هو وغلام لها يتراوحان الغنم هذا يوما وهذا يوما,
فكان سلمان يجمع الدراهم ينتظر خروج محمد صلى الله عليه وسلم. فبينا هو
يوما يرعى, إذ أتاه صاحبه الذي يعقبه, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال: أشعرت أنه قد قدم اليوم المدينة رجل يزعم أنه نبي؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال له سلمان: أقم في الغنم حتى آتيك .

فهبط سلمان إلى المدينة, فنطر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ودار حوله.
فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم عرف ما يريد, فأرسل ثوبه حتى خرج
خاتمه, فلما رآه أتاه وكلمه. ثم انطلق فاشترى بدينار، ببعضه شاة وببعضه
خبزا, ثم أتاه به. فقال: " ما هذا "؟ قال سلمان: هذه صدقة قال: " لا حاجة
لي بها، < 2-154 > فأخرجها
فليأكلها المسلمون ". ثم انطلق فاشترى بدينار آخر خبزا ولحما, فأتى به
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا؟ قال: هذه هدية. قال: فاقعد [فكل] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فقعد فأكلا جميعا منها. فبينا هو يحدثه إذ ذكر أصحابه فأخبره خبرهم فقال:
كانوا يصومون ويصلون ويؤمنون بك, ويشهدون أنك ستبعث نبيا. فلما فرغ سلمان
من ثنائه عليهم، قال له نبي الله صلى الله عليه وسلم: يا سلمان، هم من أهل
النار. فاشتد ذلك على سلمان, وقد كان قال له سلمان: لو أدركوك صدقوك
واتبعوك, فأنـزل الله هذه الآية: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فكان إيمان اليهود: أنه من تمسك بالتوراة وسنة موسى، حتى جاء عيسى.
فلما جاء عيسى كان من تمسك بالتوراة وأخذ بسنة موسى - فلم يدعها ولم يتبع
عيسى - كان هالكا. وإيمان النصارى: أنه من تمسك بالإنجيل منهم وشرائع عيسى
كان مؤمنا مقبولا منه, حتى جاء محمد صلى الله عليه وسلم, فمن لم يتبع
محمدا صلى الله عليه وسلم منهم ويدع ما كان عليه من سنة عيسى والإنجيل -
كان هالكا.

* * *

1113 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الآية. قال < 2-155 > سأل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سلمان الفارسي النبي صلى الله عليه وسلم عن أولئك النصارى وما رأى من
أعمالهم, قال: لم يموتوا على الإسلام. قال سلمان: فأظلمت عليّ الأرض،
وذكرت اجتهادهم, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فنـزلت هذه الآية: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فدعا سلمان فقال: " نـزلت هذه الآية في أصحابك ". ثم قال النبي صلى الله
عليه وسلم " من مات على دين عيسى ومات على الإسلام قبل أن يسمع بي، فهو
على خير؛ ومن سمع بي اليوم ولم يؤمن بي فقد هلك ". [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

وقال ابن عباس بما:-

1114 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثني معاوية بن صالح, عن ابن أبي طلحة, عن ابن عباس قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] إلى قوله: (ولا هم يحزنون). فأنـزل الله تعالى بعد هذا: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ آل عمران: 85]

وهذا الخبر يدل على أن ابن عباس كان يرى أن الله جل ثناؤه كان قد وعد
من عمل صالحا - من اليهود والنصارى والصابئين - على عمله، في الآخرة
الجنة, ثم نسخ ذلك بقوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

* * *

فتأويل الآية إذًا على ما ذكرنا عن مجاهد والسدي: إن الذين آمنوا من
هذه الأمة, والذين هادوا، والنصارى، والصابئين - من آمن من اليهود
والنصارى والصابئين بالله واليوم الآخر - فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف
عليهم ولا هم يحزنون.

* * *

والذي قلنا من التأويل الأول، أشبه بظاهر التنـزيل, لأن الله جل ثناؤه لم < 2-156 > يخصص - بالأجر على العمل الصالح مع الإيمان - بعض خلقه دون بعض منهم, والخبر بقوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، عن جميع ما ذكر في أول الآية.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى ذكره : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: " الميثاق "،" المفعال "، من " الوثيقة "، إما بيمين, وإما بعهد أو غير ذلك من الوثائق. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ويعني بقوله: (وإذ أخذنا ميثاقكم) الميثاق الذي أخبر جل ثناؤه أنه أخذ منهم في قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ البقرة: 83-85] الآيات الذي ذكر معها. وكان سبب أخذ الميثاق عليهم - فيما ذكره ابن زيد - ما:-

1115 - حدثني به يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن
زيد: لما رجع موسى من عند ربه بالألواح. قال لقومه بني إسرائيل: إن هذه
الألواح فيها كتاب الله, فيه أمره الذي أمركم به ونهيه الذي نهاكم عنه. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فقالوا: ومن يأخذه بقولك أنت؟ لا والله حتى نرى الله جهرة، حتى يطلع الله
إلينا فيقول: هذا كتابي فخذوه! فما له لا يكلمنا كما كلمك أنت يا موسى،
فيقول: هذا كتابي فخذوه؟ قال: فجاءت غضبة من الله، فجاءتهم صاعقة فصعقتهم,
فماتوا أجمعون. قال: ثم أحياهم الله بعد موتهم, فقال لهم موسى: خذوا كتاب
الله. فقالوا: لا. قال: أي شيء أصابكم؟ قالوا: متنا ثم حيينا! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال: خذوا < 2-157 > كتاب
الله. قالوا: لا. فبعث ملائكته فنتقت الجبل فوقهم, فقيل لهم: أتعرفون هذا؟
قالوا: نعم, هذا الطور, قال: خذوا الكتاب وإلا طرحناه عليكم. قال: فأخذوه
بالميثاق، وقرأ قول الله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] حتى بلغ: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ البقرة: 83-85]، قال: ولو كانوا أخذوه أول مرة، لأخذوه بغير ميثاق. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://anamuslim.hateam.com
صياد القلوب
Admin
Admin
صياد القلوب


الجنس : ذكر
الابراج : العقرب
الأبراج الصينية : الكلب
عدد المساهمات : 1057
نقاط : 3168
تاريخ التسجيل : 13/08/2011
العمر : 30
الموقع : http://anamuslim.hateam.com/
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مشغول
المزاج المزاج : رايق

بطاقة الشخصية
ابو روان: الجوكر

تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقرة    تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد 19 فبراير 2012 - 16:32

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: وأما " الطور " فإنه الجبل في كلام العرب, ومنه قول العجاج:

دانَــى جناحيـه مـن الطـور فمـر

تَقَضِّــيَ البـازي إذا البـازي كسـر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وقيل: إنه اسم جبل بعينه. وذكر أنه الجبل الذي ناجى الله عليه موسى. وقيل: إنه من الجبال ما أنبت دون ما لم ينبت. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *
< 2-158 >
* ذكر من قال: هو الجبل كائنا ما كان:

1116 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم, عن عيسى, عن ابن أبي
نجيح, عن مجاهد قال: أمر موسى قومه أن يدخلوا الباب سجدا ويقولوا: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وطوطئ لهم الباب ليسجدوا, فلم يسجدوا ودخلوا على أدبارهم, وقالوا حنطة.
فنتق فوقهم الجبل - يقول: أخرج أصل الجبل من الأرض فرفعه فوقهم كالظلة = و
" الطور "، بالسريانية، الجبل = تخويفا، أو خوفا, شك أبو عاصم، فدخلوا
سجدا على خوف، وأعينهم إلى الجبل. هو الجبل الذي تجلى له ربه. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

1117 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي
نجيح, عن مجاهد قال: رفع الجبل فوقهم كالسحابة, فقيل لهم: لتؤمنن أو ليقعن
عليكم. فآمنوا. والجبل بالسريانية: " الطور ".

1118 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد, عن
قتادة قوله: (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور) قال: الطور الجبل؛
كانوا بأصله، فرفع عليهم فوق رؤوسهم, فقال: لتأخذن أمري، أو لأرمينكم به.

1119 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر,
عن قتادة: (ورفعنا فوقكم الطور)، قال: الطور الجبل. اقتلعه الله فرفعه
فوقهم, فقال: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فأقروا بذلك.

1120 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر ، عن الربيع,
عن أبي العالية: (ورفعنا فوقكم الطور) قال: رفع فوقهم الجبل، يخوفهم به.
< 2-159 >
1121 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن النضر, عن عكرمة قال: الطور الجبل.

1122 - وحدثنا موسى قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط, عن
السدي: لما قال الله لهم: ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة. فأبوا أن يسجدوا،
أمر الله الجبل أن يقع عليهم, فنظروا إليه وقد غشيهم, فسقطوا سجدا على شق,
ونظروا بالشق الآخر، فرحمهم الله فكشفه عنهم فذلك قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ الأعراف: 171] ، وقوله: ( وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ).

1123 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: الجبل بالسريانية الطور.

* * *

وقال آخرون: " الطور " اسم للجبل الذي ناجى الله موسى عليه.

* ذكر من قال ذلك:

1124 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج
قال: قال ابن عباس: الطور، الجبل الذي أنـزلت عليه التوراة - يعني على
موسى - وكانت بنو إسرائيل أسفل منه. قال ابن جريج: وقال لي عطاء: رفع
الجبل على بني إسرائيل، فقال: لتؤمنن به أو ليقعن عليكم. فذلك قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

* * *

وقال آخرون: الطور، من الجبال، ما أنبت خاصة.

* ذكر من قال ذلك:

1125 - حدثت عن المنجاب قال، حدثنا بشر بن عمارة, عن أبي روق, عن
الضحاك, عن ابن عباس في قوله: (الطور) قال: الطور من الجبال ما أنبت, وما
لم ينبت فليس بطور.

* * *
< 2-160 >
القول في تأويل قوله تعالى ذكره [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: اختلف أهل العربية في تأويل ذلك. فقال بعض نحويي أهل
البصرة: هو مما استغني بدلالة الظاهر المذكور عما ترك ذكره له. وذلك أن
معنى الكلام: ورفعنا فوقكم الطور، وقلنا لكم: خذوا ما آتيناكم بقوة, وإلا
قذفناه عليكم.

وقال بعض نحويي أهل الكوفة: أخذ الميثاق قول فلا حاجة بالكلام إلى
إضمار قول فيه, فيكون من كلامين، غير أنه ينبغي لكل ما خالف القول من
الكلام -الذي هو بمعنى القول- أن يكون معه " أن " كما قال الله جل ثناؤه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ نوح: 1] قال: ويجوز أن تحذف " أن ".

والصواب في ذلك عندنا: أن كل كلام نطق به -مفهوم به معنى ما أريد- ففيه الكفاية من غيره.

ويعني بقوله: (خذوا ما آتيناكم)، ما أمرناكم به في التوراة.

وأصل " الإيتاء "، الإعطاء. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

ويعني بقوله: (بقوة) بجد في تأدية ما أمركم فيه وافترض عليكم، كما:-

1126 - حدثت عن إبراهيم بن بشار قال، : حدثنا ابن عيينة قال، حدثنا أبو
عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (خذوا ما آتيناكم
بقوة). قال: تعملوا بما فيه.

1127 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد مثله.

1128 - وحدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن < 2-161 > الربيع, عن أبي العالية: (خذوا ما آتيناكم بقوة)، قال: بطاعة.

1129 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرازق قال، أخبرنا معمر,
عن قتادة: (خذوا ما آتيناكم بقوة). قال: " القوة " الجد, وإلا قذفته
عليكم. قال: فأقروا بذلك: أنهم يأخذون ما أوتوا بقوة.

1130 - حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (بقوة)، يعني: بجد واجتهاد.

1131 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن
زيد - وسألته عن قول الله: (خذوا ما آتيناكم بقوة) - قال: خذوا الكتاب
الذي جاء به موسى يصدق وبحق.

* * *

فتأويل الآية إذا: خذوا ما افترضناه عليكم في كتابنا من الفرائض،
فاقبلوه، واعملوا باجتهاد منكم في أدائه، من غير تقصير ولا توان. وذلك هو
معنى أخذهم إياه بقوة ، بجد.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى ذكره [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](63) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال أبو جعفر: يعني: واذكروا ما فيما آتيناكم من كتابنا من وعد ووعيد
شديد، وترغيب وترهيب, فاتلوه، واعتبروا به، وتدبروه إذا فعلتم ذلك، كي
تتقوا وتخافوا عقابي، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بإصراركم على ضلالكم فتنتهوا إلى طاعتي، وتنـزعوا عما أنتم عليه من معصيتي. كما:-

1132 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثنا ابن إسحاق, عن < 2-162 > داود بن الحصين, عن عكرمة عن ابن عباس: (لعلكم تتقون)، قال: تنـزعون عما أنتم عليه.

* * *

والذي آتاهم الله، هو التوراة. كما:-

1133 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية: (واذكروا ما فيه) يقول: اذكروا ما في التوراة.

1134 - كما حدثت عن عمار بن الحسن قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر, عن
أبيه, عن الربيع في قوله: (واذكروا ما فيه) يقول: أمروا بما في التوراة.

1135 - وحدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، سألت ابن زيد عن قول الله: (واذكروا ما فيه)، قال: اعملوا بما فيه بطاعة لله وصدق. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال: وقال: اذكروا ما فيه، لا تنسوه ولا تغفلوه.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: (ثم توليتم): ثم أعرضتم. وإنما هو
" تفعلتم " من قولهم: " ولاني فلان دبره " إذا استدبر عنه وخلفه خلف ظهره.
ثم يستعمل ذلك في كل تارك طاعة أمر بها، ومعرض بوجهه. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يقال: " قد تولى فلان عن طاعة فلان, وتولى عن مواصلته "، ومنه قول الله جل ثناؤه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ التوبة: 76]، يعني بذلك: خالفوا ما كانوا وعدوا الله من قولهم: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]< 2-163 > [ التوبة: 75]، ونبذوا ذلك وراء ظهورهم

* * *

ومن شأن العرب استعارة الكلمة ووضعها مكان نظيرها, كما قال أبو خراش الهذلي: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فليس كعهــد الــدار يـا أم مـالك

ولكـن أحـاطت بالرقـاب السلاسـل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وعــاد الفتـى كـالكهل ليس بقـائل

سـوى الحق شيئا واسـتراح العواذل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يعني بقوله: " أحاطت بالرقاب السلاسل "، أن الإسلام صار - في منعه
إيانا ما كنا نأتيه في الجاهلية، مما حرمه الله علينا في الإسلام -
بمنـزلة السلاسل المحيطة برقابنا، التي تحول بين من كانت في رقبته مع الغل
الذي في يده، وبين ما حاول أن يتناوله.

ونظائر ذلك في كلام العرب أكثر من أن تحصى. فكذلك قوله: (ثم توليتم < 2-164 > من
بعد ذلك)، يعني بذلك: أنكم تركتم العمل بما أخذنا ميثاقكم وعهودكم على
العمل به بجد واجتهاد، بعد إعطائكم ربكم المواثيق على العمل به، والقيام
بما أمركم به في كتابكم، فنبذتموه وراء ظهوركم.

وكنى بقوله جل ذكره: " ذلك "، عن جميع ما قبله في الآية المتقدمة, أعني قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

* * *

القول في تأويل قوله تعالى ذكره [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ذكره: (فلولا فضل الله عليكم)، فلولا أن
الله تفضل عليكم بالتوبة = بعد نكثكم الميثاق الذي واثقتموه - إذ رفع
فوقكم الطور - بأنكم تجتهدون في طاعته, وأداء فرائضه, والقيام بما أمركم
به, والانتهاء عما نهاكم عنه في الكتاب الذي آتاكم, فأنعم عليكم بالإسلام
ورحمته التي رحمكم بها - وتجاوز عنكم خطيئتكم التي ركبتموها - بمراجعتكم
طاعة ربكم = لكنتم من الخاسرين.

وهذا، وإن كان خطابا لمن كان بين ظهراني مهاجر رسول الله صلى الله عليه
وسلم من أهل الكتاب أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإنما هو خبر عن
أسلافهم, فأخرج الخبر مخرج المخبر عنهم - على نحو ما قد بينا فيما مضى، من
أن القبيلة من العرب تخاطب القبيلة عند الفخار أو غيره، بما مضى من فعل
أسلاف المخاطِب بأسلاف المخاطَب, فتضيف فعل أسلاف المخاطِب إلى نفسها,
فتقول: فعلنا بكم, وفعلنا بكم. وقد ذكرنا بعض الشواهد في ذلك من شعرهم
فيما مضى. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *
< 2-165 >
وقد زعم بعضهم أن الخطاب في هذه الآيات، إنما أخرج بإضافة الفعل إلى
المخاطبين به، والفعل لغيرهم، لأن المخاطبين بذلك كانوا يتولون من كان فعل
ذلك من أوائل بني إسرائيل, فصيرهم الله منهم من أجل ولايتهم لهم.

* * *

وقال بعضهم: إنما قيل ذلك كذلك, لأن سامعيه كانوا عالمين -وإن كان الخطاب خرج خطابا للأحياء من بني إسرائيل وأهل الكتاب- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أن المعنى في ذلك إنما هو خبر عما قص الله من أنباء أسلافهم. فاستغنى بعلم
السامعين بذلك، عن ذكر أسلافهم بأعيانهم. ومثل ذلك يقول الشاعر: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

إذ مــا انتسـبنا لـم تلـدني لئيمـة

ولـم تجـدي مـن أن تقـري بـه بدا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فقال: " إذا ما انتسبنا ", و " إذا " تقتضي من الفعل مستقبلا ثم قال: "
لم تلدني لئيمة ", فأخبر عن ماض من الفعل. وذلك أن الولادة قد مضت وتقدمت.
وإنما فعل ذلك - عند المحتج به - لأن السامع قد فهم معناه. فجعل ما ذكرنا
- من خطاب الله أهل الكتاب الذين كانوا بين ظهراني مهاجر رسول الله صلى
الله عليه وسلم أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، بإضافة أفعال أسلافهم
إليهم - نظير ذلك.

والأول الذي قلنا، هو المستفيض من كلام العرب وخطابها.

* * *
< 2-166 >
وكان أبو العالية يقول في قوله: (فلولا فضل الله عليكم ورحمته) - فيما ذكر لنا - نحو القول الذي قلناه.

1136 - حدثني المثنى بن إبراهيم قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو النضر,
عن الربيع, عن أبي العالية: (فلولا فضل الله عليكم ورحمته)، قال: " فضل
الله "، الإسلام," ورحمته "، القرآن.

1137 - وحدثت عن عمار، قال، حدثنا ابن أبي جعفر [عن أبيه], عن الربيع بمثله. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](64) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال أبو جعفر: فلولا فضل الله عليكم ورحمته إياكم - بإنقاذه إياكم
بالتوبة عليكم من خطيئتكم وجرمكم - لكنتم الباخسين أنفسكم حظوظها دائما,
الهالكين بما اجترمتم من نقض ميثاقكم، وخلافكم أمره وطاعته.

وقد تقدم بياننا قبل بالشواهد، عن معنى " الخسار " بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: يعني بقوله: (ولقد علمتم)، ولقد عرفتم. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كقولك: < 2-167 > " قد علمت أخاك ولم أكن أعلمه ", يعني عرفته، ولم أكن أعرفه, كما قال جل ثناؤه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ الأنفال: 60]، يعني: لا تعرفونهم الله يعرفهم.

* * *

وقوله: (الذين اعتدوا منكم في السبت)، أي الذين تجاوزوا حدي، وركبوا ما نهيتهم عنه في يوم السبت، وعصوا أمري.

وقد دللت -فيما مضى- على أن " الاعتداء "، أصله تجاوز الحد في كل شيء. بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

قال أبو جعفر: وهذه الآية وآيات بعدها تتلوها, مما عدد جل ثناؤه فيها
على بني إسرائيل - الذين كانوا بين خلال دور الأنصار زمان النبي صلى الله
عليه وسلم، الذين ابتدأ بذكرهم في أول هذه السورة من نكث أسلافهم عهد الله
وميثاقه - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ما كانوا يبرمون من العقود, وحذر المخاطبين بها أن يحل بهم - بإصرارهم على
كفرهم، ومقامهم على جحود نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وتركهم اتباعه
والتصديق بما جاءهم به من عند ربه - مثل الذي حل بأوائلهم من المسخ والرجف
والصعق, وما لا قبل لهم به من غضب الله وسخطه. كالذي:-

1138 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا عثمان بن سعيد قال، حدثنا بشر بن
عمارة, عن أبي روق, عن الضحاك, عن ابن عباس: (ولقد علمتم الذين اعتدوا
منكم في السبت) يقول: ولقد عرفتم. وهذا تحذير لهم من المعصية. يقول:
احذروا أن يصيبكم ما أصاب أصحاب السبت، إذ عصوني, اعتدوا - يقول: اجترؤوا
- في السبت. قال: لم يبعث الله نبيا إلا أمره بالجُمعة ، < 2-168 > وأخبره
بفضلها وعظمها في السموات وعند الملائكة, وأن الساعة تقوم فيها. فمن اتبع
الأنبياء فيما مضى كما اتبعت أمة محمد صلى الله عليه وسلم محمدا، قبل
الجمعة وسمع وأطاع، وعرف فضلها وثبت عليها، كما أمر الله تعالى به نبيه
صلى الله عليه وسلم. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ومن لم يفعل ذلك، كان بمنـزلة الذين ذكر الله في كتابه فقال: " وَلَقَدْ
عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ
كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ". وذلك أن اليهود قالت لموسى - حين أمرهم
بالجمعة، وأخبرهم بفضلها -: يا موسى، كيف تأمرنا بالجمعة وتفضلها على
الأيام كلها, والسبت أفضل الأيام كلها، لأن الله خلق السموات والأرض
والأقوات في ستة أيام، وسبت له كل شيء مطيعا يوم السبت, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وكان آخر الستة؟ قال: وكذلك قالت النصارى لعيسى ابن مريم - حين أمرهم
بالجمعة - قالوا له: كيف تأمرنا بالجمعة وأول الأيام أفضلها وسيدها,
والأول أفضل, والله واحد, والواحد الأول أفضل؟ فأوحى الله إلى عيسى: أن
دعهم والأحد, ولكن ليفعلوا فيه كذا وكذا. - مما أمرهم به. فلم يفعلوا, فقص
الله تعالى قصصهم في الكتاب بمعصيتهم. قال: وكذلك قال الله لموسى - حين
قالت له اليهود ما قالوا في أمر السبت -: أن دعهم والسبت، فلا يصيدوا فيه
سمكا ولا غيره, ولا يعملوا شيئا كما قالوا. قال: فكان إذا كان السبت ظهرت
الحيتان على الماء، فهو قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ الأعراف: 163]، يقول: ظاهرة على الماء, ذلك لمعصيتهم موسى - وإذا كان غير يوم السبت، صارت صيدا كسائر الأيام فهو قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ الأعراف: 163]. ففعلت الحيتان ذلك ما شاء الله. فلما رأوها كذلك، طمعوا في أخذها وخافوا العقوبة, فتناول بعضهم < 2-169 > منها
فلم تمتنع عليه, وحذر العقوبة التي حذرهم موسى من الله تعالى. فلما رأوا
أن العقوبة لا تحل بهم، عادوا، وأخبر بعضهم بعضا بأنهم قد أخذوا السمك ولم
يصبهم شيء, فكثَّروا في ذلك، وظنوا أن ما قال لهم موسى كان باطلا. وهو قول
الله جل ثناؤه: " وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي
السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ " - يقول: لهؤلاء
الذين صادوا السمك - فمسخهم الله قردة بمعصيتهم. يقول: إذًا لم يحيوا في
الأرض إلا ثلاثة أيام. [ قال: ولم يعش مسخ قط فوق ثلاثة أيام] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ولم يأكل ولم يشرب ولم ينسل. وقد خلق الله القردة والخنازير وسائر الخلق
في الستة الأيام التي ذكر الله في كتابه. فمسخ هؤلاء القوم في صورة
القردة, وكذلك يفعل بمن شاء، كما يشاء, ويحوله كما يشاء.

1139 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة بن الفضل قال، حدثنا محمد بن
إسحاق, عن داود بن الحصين, عن عكرمة مولى ابن عباس قال: قال ابن عباس: إن
الله إنما افترض على بني إسرائيل اليوم الذي افترض عليكم في عيدكم -يوم
الجمعة-. فخالفوا إلى السبت فعظموه، وتركوا ما أمروا به. فلما أبوا إلا
لزوم السبت، ابتلاهم الله فيه, فحرم عليهم ما أحل لهم في غيره. وكانوا في
قرية بين أيلة والطور يقال لها " مدين ". فحرم الله عليهم في السبت
الحيتان: صيدها وأكلها. وكانوا إذا كان يوم السبت أقبلت إليهم شرعا إلى
ساحل بحرهم, حتى إذا ذهب السبت ذهبن, فلم يروا حوتا صغيرا ولا كبيرا. حتى
إذا كان يوم السبت أتين إليهم شرعا, حتى إذا ذهب السبت ذهبن. فكانوا كذلك,
حتى إذا طال عليهم الأمد وقَرِموا إلى الحيتان, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عمد رجل منهم فأخذ حوتا سرا يوم السبت، فخزمه بخيط, ثم أرسله في الماء,
وأوتد له وتدا في الساحل فأوثقه، ثم تركه. حتى إذا كان الغد، جاء فأخذه -
أي: إني لم آخذه في < 2-170 > يوم
السبت - ثم انطلق به فأكله. حتى إذا كان يوم السبت الآخر، عاد لمثل ذلك،
ووجد الناس ريح الحيتان، فقال أهل القرية: والله لقد وجدنا ريح الحيتان!
ثم عثروا على صنيع ذلك الرجل. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قال: ففعلوا كما فعل, وأكلوا سرا زمانا طويلا لم يعجل الله عليهم بعقوبة،
حتى صادوها علانية وباعوها بالأسواق. وقالت طائفة منهم من أهل البقيّة: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ويحكم! اتقوا الله! ونهوهم عما كانوا يصنعون. وقالت طائفة أخرى لم تأكل الحيتان، ولم تنه القوم عما صنعوا: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لِمَ
تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا
شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لسخطنا أعمالهم - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ الأعراف: 164]، قال ابن عباس: فبينما هم على ذلك، أصبحت تلك البقية في
أنديتهم ومساجدهم, وفقدوا الناس فلا يرونهم. فقال بعضهم لبعض: إن للناس
لشأنا! فانظروا ما هو! فذهبوا ينظرون في دورهم, فوجدوها مغلقة عليهم, قد
دخلوا ليلا فغلقوها على أنفسهم، كما يغلق الناس على أنفسهم, فأصبحوا فيها
قردة, وإنهم ليعرفون الرجل بعينه وإنه لقرد, والمرأة بعينها وإنها لقردة,
والصبي بعينه وإنه لقرد. قال: يقول ابن عباس: فلولا ما ذكر الله أنه أنجى
الذين نهوا عن السوء، لقلنا أهلك الجميع منهم. قالوا: وهي القرية التي قال
الله لمحمد صلى الله عليه وسلم: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الآية [ الأعراف: 163] .

1140 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد, عن قتادة
قوله: (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة < 2-171 > خاسئين):
أحلت لهم الحيتان، وحرمت عليهم يوم السبت بلاء من الله، ليعلم من يطيعه
ممن يعصيه. فصار القوم ثلاثة أصناف: فأما صنف فأمسك ونهى عن المعصية, وأما
صنف فأمسك عن حرمة الله، وأما صنف فانتهك حرمة الله ومرد على المعصية.
فلما أبوا إلا الاعتداء إلى ما نهوا عنه, قال الله لهم: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فصاروا قردة لها أذناب, تعاوى بعد ما كانوا رجالا ونساء.

1141 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر,
عن قتادة في قوله: (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت)، قال: نهوا عن
صيد الحيتان يوم السبت, فكانت تشرع إليهم يوم السبت, وبلوا بذلك، فاعتدوا
فاصطادوها, فجعلهم الله قردة خاسئين.

1142 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: "
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ
فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ " قال: فهم أهل " أيلة ",
وهي القرية التي كانت حاضرة البحر، فكانت الحيتان إذا كان يوم السبت - وقد
حرم الله على اليهود أن يعملوا في السبت شيئا - لم يبق في البحر حوت إلا
خرج، حتى يخرجن خراطيمهن من الماء. فإذا كان يوم الأحد لزمن سُفل البحر
فلم ير منهن شيء حتى يكون يوم السبت. فذلك قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وَاسْأَلْهُمْ
عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي
السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا
وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ الأعراف: 163]، فاشتهى بعضهم السمك, فجعل الرجل يحفر الحفيرة ويجعل لها
نهرا إلى البحر. فإذا كان يوم السبت فتح النهر, فأقبل الموج بالحيتان
يضربها حتى يلقيها في الحفيرة. ويريد الحوت أن يخرج، فلا يطيق من أجل قلة
ماء النهر, فيمكث [فيها]. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فإذا كان يوم الأحد جاء فأخذه. فجعل الرجل يشوي < 2-172 > السمك,
فيجد جاره ريحه, فيسأله فيخبره، فيصنع مثل ما صنع جاره. حتى إذا فشا فيهم
أكل السمك، قال لهم علماؤهم: ويحكم! إنما تصطادون السمك يوم السبت وهو لا
يحل لكم! فقالوا: إنما صدناه يوم الأحد حين أخذناه, فقال الفقهاء: لا
ولكنكم صدتموه يوم فتحتم له الماء فدخل. فقالوا: لا! وعتوا أن ينتهوا.
فقال بعض الذين نهوهم لبعض: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ الأعراف: 164]، يقول: لم تعظونهم، وقد وعظتموهم فلم يطيعوكم؟ فقال بعضهم: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ الأعراف: 164]. فلما أبوا قال المسلمون: والله لا نساكنكم في قرية
واحدة. فقسموا القرية بجدار, ففتح المسلمون بابا والمعتدون في السبت بابا,
ولعنهم داود. فجعل المسلمون يخرجون من بابهم والكفار من بابهم. فخرج
المسلمون ذات يوم، ولم يفتح الكفار بابهم. فلما أبطئوا عليهم، تسور
المسلمون عليهم الحائط, فإذا هم قردة يثب بعضهم على بعض, ففتحوا عنهم،
فذهبوا في الأرض. فذلك قول الله عز وجل: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ الأعراف: 166]، فذلك حين يقول: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ المائدة: 78]، فهم القردة.

1143 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن
ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قوله: " الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي
السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ " . قال: لم
يمسخوا، إنما هو مثل ضربه الله لهم، مثل ما ضرب مثل الحمار يحمل أسفارا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة].

1144 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن < 2-173 > ابن
أبي نجيح, عن مجاهد: " وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ
فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ". قال: مسخت
قلوبهم, ولم يمسخوا قردة, وإنما هو مثل ضربه الله لهم، كمثل الحمار يحمل
أسفارا.

* * *

قال أبو جعفر: وهذا القول الذي قاله مجاهد، قول لظاهر ما دل عليه كتاب الله مخالف. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وذلك أن الله أخبر في كتابه أنه جعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كما أخبر عنهم أنهم قالوا لنبيهم: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ النساء: 153]، وأن الله تعالى ذكره أصعقهم عند مسألتهم ذلك ربهم، وأنهم
عبدوا العجل, فجعل توبتهم قتل أنفسهم, وأنهم أمروا بدخول الأرض المقدسة
فقالوا لنبيهم: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ المائدة: 24] فابتلاهم بالتيه. فسواء قائل قال: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هم لم يمسخهم قردة, وقد أخبر جل ذكره أنه جعل منهم قردة وخنازير - وآخر
قال: لم يكن شيء مما أخبر الله عن بني إسرائيل أنه كان منهم - من الخلاف
على أنبيائهم، والنكال والعقوبات التي أحلها الله بهم. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ومن أنكر شيئا من ذلك وأقر بآخر منه, سئل البرهان على قوله، وعورض -فيما
أنكر من ذلك- بما أقر به, ثم يسأل الفرق من خبر مستفيض أو أثر صحيح.

هذا مع خلاف قول مجاهد قول جميع الحجة التي لا يجوز عليها الخطأ والكذب
فيما نقلته مجمعة عليه. وكفى دليلا على فساد قول، إجماعها على تخطئته.

* * *
< 2-174 >
القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](65) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال أبو جعفر: يعني بقوله: (فقلنا لهم) أي: فقلنا للذين اعتدوا في السبت - يعني في يوم السبت.

* * *

وأصل " السبت " الهدوّ والسكون في راحة ودعة, ولذلك قيل للنائم " مسبوت " لهدوّه وسكون جسده واستراحته, كما قال جل ثناؤه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ النبأ: 9] أي راحة لأجسادكم. وهو مصدر من قول القائل: " سبت فلان يسبت سبتا ".

وقد قيل: إنه سمي" سبتا "، لأن الله جل ثناؤه فرغ يوم الجمعة - وهو اليوم الذي قبله - من خلق جميع خلقه.

* * *

وقوله: (كونوا قردة خاسئين)، أي: صيروا كذلك.

* * *

و " الخاسئ" المبعد المطرود، كما يخسأ الكلب يقال منه: " خسأته أخسؤه
خسأ وخسوءا, وهو يخسأ خسوءا ". قال: ويقال: " خسأته فخسأ وانخسأ ". ومنه
قول الراجز:

كالكلـب إن قلـت له اخســأ انخســأ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يعني: إن طردته انطرد ذليلا صاغرا.

فكذلك معنى قوله: (كونوا قردة خاسئين) أي، مبعدين من الخير أذلاء صغراء، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كما:-

1145 - حدثنا محمد بن بشار, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال، حدثنا أبو أحمد الزبيري قال، < 2-175 > حدثنا سفيان, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قوله: (كونوا قردة خاسئين) قال: صاغرين.

1146 - حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا سفيان, عن رجل, عن مجاهد مثله.

1147 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد مثله.

1148 - حدثني الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة: (خاسئين)، قال: صاغرين.

1149 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع في قوله: (كونوا قردة خاسئين)، أي أذلة صاغرين.

1150 - وحدثت عن المنجاب قال، حدثنا بشر بن عمارة, عن أبي روق, عن الضحاك, عن ابن عباس: خاسئا، يعني ذليلا.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل " الهاء والألف " في قوله:
(فجعلناها)، وعلام هي عائدة؟ فروي عن ابن عباس فيها قولان: أحدهما ما:-

1151 - حدثنا به أبو كريب قال، حدثنا عثمان بن سعيد قال، حدثنا بشر بن
عمارة قال، حدثنا أبو روق، عن الضحاك, عن ابن عباس: (فجعلناها) فجعلنا تلك
العقوبة -وهي المسخة-" نكالا ".

فالهاء والألف من قوله: (فجعلناها) -على قول ابن عباس هذا- كناية < 2-176 > عن " المسخة ", وهي" فعلة " مسخهم الله مسخة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فمعنى الكلام على هذا التأويل: فقلنا لهم: كونوا قردة خاسئين، فصاروا قردة ممسوخين، (فجعلناها)، فجعلنا عقوبتنا ومسخنا إياهم، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

* * *

والقول الآخر من قولي ابن عباس، ما:-

1151 - حدثني به محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: (فجعلناها)، يعني الحيتان.

و " الهاء والألف " -على هذا القول- من ذكر الحيتان, ولم يجر لها ذكر.
ولكن لما كان في الخبر دلالة، كني عن ذكرها. والدلالة على ذلك قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

* * *

وقال آخرون: فجعلنا القرية التي اعتدى أهلها في السبت. فـ " الهاء " و " الألف " -في قول هؤلاء- كناية عن قرية القوم الذين مسخوا.

* * *

وقال آخرون: معنى ذلك فجعلنا القردة الذين مسخوا " نكالا لما بين يديها وما خلفها ", فجعلوا " الهاء والألف " كناية عن القردة.

* * *

وقال آخرون: (فجعلناها)، يعني به: فجعلنا الأمة التي اعتدت في السبت " نكالا ".

* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://anamuslim.hateam.com
صياد القلوب
Admin
Admin
صياد القلوب


الجنس : ذكر
الابراج : العقرب
الأبراج الصينية : الكلب
عدد المساهمات : 1057
نقاط : 3168
تاريخ التسجيل : 13/08/2011
العمر : 30
الموقع : http://anamuslim.hateam.com/
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مشغول
المزاج المزاج : رايق

بطاقة الشخصية
ابو روان: الجوكر

تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقرة    تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد 19 فبراير 2012 - 16:34

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

و " النكال " مصدر من قول القائل: " نكَّل فلان بفلان تنكيلا ونكالا ". وأصل " النكال "، العقوبة, كما قال عدي بن زيد العبادي :

لا < 2-177 > يسـخط الضليـل مـا يسـع العبـ

د ولا فـــي نكالـــه تنكـــير [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

وبمثل الذي قلنا في ذلك روي الخبر عن ابن عباس:

1152 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا عثمان بن سعيد قال، حدثنا بشر بن
عمارة قال، حدثنا أبو روق, عن الضحاك, عن ابن عباس: (نكالا) يقول: عقوبة.

1153 - حدثني المثنى قال، حدثني إسحاق قال، حدثني ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع في قوله: (فجعلناها نكالا)، أي عقوبة.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك. فقال بعضهم بما:-

1154 - حدثنا به أبو كريب قال، حدثنا عثمان بن سعيد قال، حدثنا بشر بن
عمارة, عن أبي روق, عن الضحاك, عن ابن عباس: (لما بين يديها) يقول: ليحذر
من بعدهم عقوبتي.(وما خلفها)، يقول: الذين كانوا بقوا معهم.

1155 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن
أبيه, عن الربيع: (لما بين يدلها وما خلفها)، لما خلا لهم من الذنوب, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة](وما خلفها)، أي عبرة لمن بقي من الناس.

* * *
< 2-178 >
وقال آخرون بما:

1156 - حدثني ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثني ابن إسحاق, عن داود
بن الحصين, عن عكرمة مولى ابن عباس قال: قال ابن عباس: (فجعلناها نكالا
لما بين يديها وما خلفها)، أي من القرى.

* * *

وقال آخرون بما:-

1157 - حدثنا به بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن
قتادة قال الله ( فجعلناها نكالا لما بين يديها) -من ذنوب القوم-(وما
خلفها)، أي للحيتان التي أصابوا.

1158 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر,
عن قتادة في قوله: (لما بين يديها)، من ذنوبها، (وما خلفها)، من الحيتان.

1159 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثني عيسى, عن
ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله تعالى: (لما بين يديها)، ما مضى من
خطاياهم إلى أن هلكوا به.

1160 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي
نجيح, عن مجاهد: (نكالا لما بين يديها وما خلفها)، يقول: " بين يديها "،
ما مضى من خطاياهم,(وما خلفها) خطاياهم التي هلكوا بها.

1161 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج,
عن مجاهد, مثله - إلا أنه قال: (وما خلفها)، خطيئتهم التي هلكوا بها.

* * *

وقال آخرون بما:-

1162 - حدثني به موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن
السدي: (فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها) قال: أما " ما بين يديها
" فما سلف من عملهم,(وما خلفها)، فمن كان بعدهم من الأمم، أن يعصوا فيصنع
الله بهم مثل ذلك.

* * *
< 2-179 >
وقال آخرون بما:-

1163 - حدثني به ابن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني
أبي, عن أبيه، عن ابن عباس قوله, " فَجَعَلْنَاهَا نَكَالا لِمَا بَيْنَ
يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا "، يعني الحيتان، جعلها نكالا " لما بين يديها
وما خلفها "، من الذنوب التي عملوا قبل الحيتان, وما عملوا بعد الحيتان.
فذلك قوله: (ما بين يديها وما خلفها).

* * *

قال أبو جعفر: وأولى هذه التأويلات بتأويل الآية، ما رواه الضحاك عن ابن عباس. وذلك لما وصفنا من أن " الهاء والألف " - في قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
- بأن تكون من ذكر العقوبة والمسخة التي مسخها القوم، أولى منها بأن تكون
من ذكر غيرها. من أجل أن الله جل ثناؤه إنما يحذر خلقه بأسه وسطوته، بذلك
يخوفهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . وفي إبانته عز ذكره - بقوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أنه عنى به العقوبة التي أحلها بالقوم - ما يعلم أنه عنى بقوله: "
فَجَعَلْنَاهَا نَكَالا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا " ،
فجعلنا عقوبتنا التي أحللناها بهم عقوبة لما بين يديها وما خلفها - دون
غيره من المعاني. وإذْ كانت " الهاء والألف " - بأن تكون من ذكر المسخة
والعقوبة، أولى منها بأن تكون من ذكر غيرها؛ فكذلك العائد في قوله: (لما
بين يديها وما خلفها) من " الهاء والألف ": أن يكون من ذكر " الهاء والألف
" اللتين في قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، أولى من أن يكون من[ذكر] غيره. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فتأويل الكلام - إذْ كان الأمر على ما وصفنا -: فقلنا لهم كونوا قردة
خاسئين, فجعلنا عقوبتنا لهم عقوبة لما بين يديها من ذنوبهم السالفة منهم،
بمسخنا إياهم وعقوبتنا لهم - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ولما خلف عقوبتنا لهم من أمثال ذنوبهم: أن يعمل بها عامل, < 2-180 > فيمسخوا
مثل ما مسخوا, وأن يحل بهم مثل الذي حل بهم، تحذيرا من الله تعالى ذكره
عباده: أن يأتوا من معاصيه مثل الذي أتى الممسوخون، فيعاقبوا عقوبتهم.

وأما الذي قال في تأويل ذلك: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]،
يعني الحيتان، عقوبة لما بين يدي الحيتان من ذنوب القوم وما بعدها من
ذنوبهم - فإنه أبعد في الانتزاع. وذلك أن الحيتان لم يجر لها ذكر فيقال: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
فإن ظن ظان أن ذلك جائز - وإن لم يكن جرى للحيتان ذكر - لأن العرب قد تكني
عن الاسم ولم يجر له ذكر, فإن ذلك وإن كان كذلك, فغير جائز أن يترك
المفهوم من ظاهر الكتاب - والمعقول به ظاهر في الخطاب والتنـزيل - إلى
باطن لا دلالة عليه من ظاهر التنـزيل، ولا خبر عن الرسول صلى الله عليه
وسلم منقول، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ولا فيه من الحجة إجماع مستفيض.

وأما تأويل من تأول ذلك: لما بين يديها من القرى وما خلفها, فينظر إلى تأويل من تأول ذلك: بما بين يدي الحيتان وما خلفها.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

و " الموعظة "، مصدر من قول القائل: " وعظت الرجل أعظه وعظا وموعظة "، إذا ذكرته.

* * *

فتأويل الآية: فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وتذكرة للمتقين, ليتعظوا بها, ويعتبروا, ويتذكروا بها, كما:-

1164 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا عثمان بن سعيد قال، حدثنا < 2-181 > بشر بن عمارة, عن أبي روق، عن الضحاك, عن ابن عباس: (وموعظة) يقول: وتذكرة وعبرة للمتقين.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](66) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وأما " المتقون "، فهم الذين اتقوا، بأداء فرائضه واجتناب معاصيه، كما:-

1165 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا عثمان بن سعيد قال، حدثنا بشر بن
عمارة قال، حدثنا أبو روق, عن الضحاك, عن ابن عباس: (وموعظة للمتقين)،
يقول: للمؤمنين الذين يتقون الشرك ويعملون بطاعتي.

* * *

فجعل تعالى ذكره ما أحل بالذين اعتدوا في السبت من عقوبته، موعظة
للمتقين خاصة، وعبرة للمؤمنين، دون الكافرين به - إلى يوم القيامة -،
كالذي:-

1166 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثني ابن إسحاق, عن داود
بن الحصين, عن عكرمة مولى ابن عباس, عن عبد الله بن عباس في قوله: (وموعظة
للمتقين)، إلى يوم القيامة.

1167 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة: (وموعظة للمتقين)، أي: بعدهم.

1168 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة مثله.

1169 - حدثنا موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: أما " موعظة للمتقين ", فهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

1170 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن
أبيه, عن الربيع: (وموعظة للمتقين)، قال: فكانت موعظة للمتقين خاصة.
< 2-182 >
1171 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسن قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج في قوله: (وموعظة للمتقين)، أي لمن بعدهم.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وَإِذْ
قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا
بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ
أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ
(67) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال أبو جعفر: وهذه الآية مما وبخ الله بها المخاطبين من بني إسرائيل،
نقض أوائلهم الميثاق الذي أخذه الله عليهم بالطاعة لأنبيائه, فقال لهم:
واذكروا أيضا من نكثكم ميثاقي," إذ قال موسى لقومه " - وقومه بنو إسرائيل,
إذ ادارءوا في القتيل الذي قتل فيهم إليه: (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة
قالوا أتتخذنا هزوا).

و " الهزؤ": اللعب والسخرية, كما قال الراجز: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قــد هــزئت منــي أم طيســله

قــالت أراه معدمــا لا شـيء لـه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يعني بقوله: قد هزئت: قد سخرت ولعبت.

ولا ينبغي أن يكون من أنبياء الله -فيما أخبرت عن الله من أمر أو نهي-
هزؤ أو لعب. فظنوا بموسى أنه في أمره إياهم -عن أمر الله تعالى ذكره بذبح
البقرة عند تدارئهم في القتيل إليه - أنه هازئ لاعب. ولم يكن لهم أن يظنوا
ذلك بنبي الله, وهو يخبرهم أن الله هو الذي أمرهم بذبح البقرة.

* * *
< 2-183 >
وحذفت " الفاء " من قوله: (أتتخذنا هزوا)، وهو جواب, لاستغناء ما قبله
من الكلام عنه, وحَسُن السكوت على قوله: (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة)،
فجاز لذلك إسقاط" الفاء " من قوله: (أتتخذنا هزوا)، كما جاز وحسن إسقاطها
من قوله تعالى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ الحجر: 57 ، 58 الذاريات: 31 ، 32]، ولم يقل: فقالوا إنا أرسلنا. ولو
قيل " فقالوا " كان حسنا أيضا جائزا. ولو كان ذلك على كلمة واحدة، لم تسقط
منه " الفاء ". وذلك أنك إذا قلت: " قمت ففعلت كذا وكذا "، لم تقل: " قمت
فعلت كذا وكذا " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لأنها عطف، لا استفهام يوقف عليه.

فأخبرهم موسى -إذْ قالوا له ما قالوا- أن المخبر عن الله جل ثناؤه بالهزء والسخرية، من الجاهلين. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وبرأ نفسه مما ظنوا به من ذلك فقال: (أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين)، يعني من السفهاء الذين يروون عن الله الكذب والباطل.

* * *

وكان سبب قيل موسى لهم: (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة )، ما:-

1172 - حدثنا به محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا المعتمر بن سليمان قال،
سمعت أيوب, عن محمد بن سيرين, عن عبيدة قال: كان في بني إسرائيل رجل عقيم
-أو عاقر- قال: فقتله وليه, ثم احتمله فألقاه في سبط غير سبطه. قال: فوقع
بينهم فيه الشر حتى أخذوا السلاح. قال: فقال أولو النهى: أتقتتلون وفيكم
رسول الله ؟ قال: فأتوا نبي الله, فقال: اذبحوا بقرة! فقالوا: أتتخذنا
هزوا، قال: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، إلى قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] قال: فضرب، فأخبرهم بقاتله. قال: ولم تؤخذ البقرة إلا بوزنها ذهبا، قال : < 2-184 > ولو أنهم أخذوا أدنى بقرة لأجزأت عنهم. فلم يورث قاتل بعد ذلك. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

1173 - وحدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثني أبو جعفر, عن الربيع,
عن أبي العالية في قول الله (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة). قال: كان
رجل من بني إسرائيل, وكان غنيا ولم يكن له ولد, وكان له قريب وارثه, فقتله
ليرثه, ثم ألقاه على مجمع الطريق, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وأتى موسى فقال له: إن قريبي قتل وأُتي إلي أمر عظيم, وإني لا أجد أحدا
يبين لي من قتله غيرك يا نبي الله. قال: فنادى موسى في الناس: أنشد الله
من كان عنده من هذا علم إلا بينه لنا. فلم يكن عندهم علمه. فأقبل القاتل
على موسى فقال: أنت نبي الله, فاسأل لنا ربك أن يبين لنا. فسأل ربه، فأوحى
الله إليه: (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة). فعجبوا وقالوا: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - يعني: لا هرمة - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - يعني: ولا صغيرة - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - أي: نصف، بين البكر والهرمة - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - أي: صاف لونها - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - أي تعجب الناظرين - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قَالُوا
ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ
عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ
* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أي: لم يذللها العمل - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - يعني ليست بذلول فتثير الأرض - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - يقول: ولا تعمل في الحرث - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، يعني مسلمة من العيوب، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - يقول: لا بياض فيها - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]< 2-185 >. قال: ولو أن القوم حين أمروا أن يذبحوا بقرة، استعرضوا بقرة من البقر فذبحوها ، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لكانت إياها, ولكنهم شددوا على أنفسهم, فشدد الله عليهم. ولولا أن القوم استثنوا فقالوا: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]،
لما هدوا إليها أبدا. فبلغنا أنهم لم يجدوا البقرة التي نعتت لهم، إلا عند
عجوز عندها يتامى, وهي القيمة عليهم. فلما علمت أنهم لا يزكو لهم غيرها، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أضعفت عليهم الثمن. فأتوا موسى فأخبروه أنهم لم يجدوا هذا النعت إلا عند
فلانة, وأنها سألتهم أضعاف ثمنها. فقال لهم موسى: إن الله قد كان خفف
عليكم, فشددتم على أنفسكم, فأعطوها رضاها وحكمها. ففعلوا، واشتروها
فذبحوها. فأمرهم موسى أن يأخذوا عظما منها فيضربوا به القتيل. ففعلوا,
فرجع إليه روحه, فسمى لهم قاتله, ثم عاد ميتا كما كان. فأخذوا قاتله - وهو
الذي كان أتى موسى فشكى إليه, - فقتله الله على أسوء عمله.

1174 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (وإذ
قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة). قال: كان رجل من بني
إسرائيل مكثرا من المال, وكانت له ابنة، وكان له ابن أخ محتاج. فخطب إليه
ابن أخيه ابنته، فأبي أن يزوجه إياها, فغضب الفتى وقال: والله لأقتلن عمي،
ولآخذن ماله، ولأنكحن ابنته، ولآكلن ديته! فأتاه الفتى، وقد قدم تجار في
أسباط بني إسرائيل, فقال: يا عم، انطلق معي فخذ لي من تجارة هؤلاء القوم،
لعلي أصيب منها, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فإنهم إذا رأوك معي أعطوني. فخرج العم مع الفتى ليلا فلما بلغ الشيخ ذلك السبط، قتله الفتى، ثم رجع إلى أهله. < 2-186 > فلما
أصبح، جاء كأنه يطلب عمه, كأنه لا يدري أين هو، فلم يجده. فانطلق نحوه،
فإذا هو بذلك السبط مجتمعين عليه, فأخذهم وقال: قتلتم عمي فأدوا إلي ديته.
وجعل يبكي ويحثو التراب على رأسه وينادى: واعماه! فرفعهم إلى موسى, فقضى
عليهم بالدية, فقالوا له: يا رسول الله، ادع لنا ربك حتى يبين له من
صاحبه، فيؤخذ صاحب الجريمة, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فوالله إن ديته علينا لهينة, ولكنا نستحي أن نعير به. فذلك حين يقول الله جل ثناؤه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
فقال لهم موسى: (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة). قالوا: نسألك عن القتيل
وعمن قتله، وتقول: اذبحوا بقرة! أتهزأ بنا؟ قال موسى: (أعوذ بالله أن أكون
من الجاهلين) - قال، قال ابن عباس: فلو اعترضوا بقرة فذبحوها لأجزأت عنهم,
ولكنهم شددوا وتعنتوا موسى فشدد الله عليهم - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقالوا: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ادْعُ
لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا
بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - والفارض: الهرمة التي لا تلد, والبكر: التي لم تلد إلا ولدا واحدا, والعوان: النصف التي بين ذلك، التي قد ولدت وولد ولدها - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]* قَالُوا
ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ
إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]- قال: تعجب الناظرين - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قَالُوا
ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ
عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ
* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - من بياض ولا سواد ولا حمرة - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. فطلبوها فلم يقدروا عليها.

وكان رجل من بني إسرائيل من أبر الناس بأبيه، وإن رجلا مر به معه لؤلؤ
يبيعه, فكان أبوه نائما تحت رأسه المفتاح, فقال له الرجل: تشتري < 2-187 > مني
هذا اللؤلؤ بسبعين ألفا؟ فقال له الفتى: كما أنت حتى يستيقظ أبي فآخذه
بثمانين ألفا. فقال له الآخر: أيقظ أباك وهو لك بستين ألفا. فجعل التاجر
يحط له حتى بلغ ثلاثين ألفا, وزاد الآخر على أن ينتظر حتى يستيقظ أبوه،
حتى بلغ مائة ألف. فلما أكثر عليه قال: لا والله، لا أشتريه منك بشيء
أبدا, وأبى أن يوقظ أباه. فعوضه الله من ذلك اللؤلؤ أن جعل له تلك البقرة.
فمرت به بنو إسرائيل يطلبون البقرة, فأبصروا البقرة عنده, فسألوه أن
يبيعهم إياها بقرة ببقرة، فأبي, فأعطوه ثنتين فأبي, فزادوه حتى بلغوا
عشرا، فأبي, فقالوا: والله لا نتركك حتى نأخذها منك. فانطلقوا به إلى موسى
فقالوا: يا نبي الله، إنا وجدنا البقرة عند هذا فأبي أن يعطيناها, وقد
أعطيناه ثمنا. فقال له موسى: أعطهم بقرتك. فقال: يا رسول الله، أنا أحق
بمالي. فقال: صدقت. وقال للقوم: أرضوا صاحبكم. فأعطوه وزنها ذهبا فأبي,
فأضعفوا له مثل ما أعطوه وزنها، حتى أعطوه وزنها عشر مرات, فباعهم إياها
وأخذ ثمنها. فقال: اذبحوها. فذبحوها فقال: اضربوه ببعضها. فضربوه بالبضعة
التي بين الكتفين، فعاش, فسألوه: من قتلك؟ فقال لهم: ابن أخي، قال: أقتله،
وآخذ ماله، وأنكح ابنته. فأخذوا الغلام فقتلوه.

1175 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة -

1176 - وحدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب, عن ابن زيد, عن مجاهد -

1177 - وحدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل قال، حدثني خالد بن يزيد, عن مجاهد -

1178 - وحدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال، حدثني عبد الصمد بن معقل: أنه سمع وهبا يذكر -

1179 - وحدثني القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج,
عن مجاهد - وحجاج, عن أبي معشر, عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس -
< 2-188 >
1180 - وحدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، أخبرني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس -

- فذكر جميعهم أن السبب الذي من أجله قال لهم موسى: (إن الله يأمركم أن
تذبحوا بقرة)، نحو السبب الذي ذكره عبيدة وأبو العالية والسدي، غير أن
بعضهم ذكر أن الذي قتل القتيل الذي اختصم في أمره إلى موسى، كان أخا
المقتول، وذكر بعضهم أنه كان ابن أخيه، وقال بعضهم: بل كانوا جماعة ورثة
استبطئوا حياته. إلا أنهم جميعا مجمعون على أن موسى إنما أمرهم بذبح
البقرة من أجل القتيل إذ احتكموا إليه - عن أمر الله إياهم بذلك - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فقالوا له: وما ذبح البقرة؟ يبين لنا خصومتنا التي اختصمنا فيها إليك في
قتل من قتل، فادُّعِي على بعضنا أنه القاتل! أتهزأ بنا؟ كما:-

1181 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: قتل قتيل من
بني إسرائيل, فطرح في سبط من الأسباط، فأتى أهل ذلك القتيل إلى ذلك السبط
فقالوا: أنتم والله قتلتم صاحبنا. قالوا: لا والله. فأتوا موسى فقالوا:
هذا قتيلنا بين أظهرهم، وهم والله قتلوه! فقالوا: لا والله يا نبي الله،
طرح علينا! فقال لهم موسى: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة. فقالوا:
أتستهزئ بنا؟ وقرأ قول الله جل ثناؤه: (أتتخذنا هزوا). قالوا: نأتيك فنذكر
قتيلنا والذي نحن فيه، فتستهزئ بنا؟ فقال موسى: (أعوذ بالله أن أكون من < 2-189 > الجاهلين).

1182 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج,
عن مجاهد وحجاج, عن أبي معشر, عن محمد بن كعب القرظي, ومحمد بن قيس: لما
أتى أولياء القتيل والذين ادعوا عليهم قتل صاحبهم - موسى وقصوا قصتهم
عليه, أوحى الله إليه أن يذبحوا بقرة, فقال لهم موسى: (إن الله يأمركم أن
تذبحوا بقرة، قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين).
قالوا: وما البقرة والقتيل؟ قال: أقول لكم: " إن الله يأمركم أن تذبحوا
بقرة "، وتقولون: " أتتخذنا هزوا ".

* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://anamuslim.hateam.com
صياد القلوب
Admin
Admin
صياد القلوب


الجنس : ذكر
الابراج : العقرب
الأبراج الصينية : الكلب
عدد المساهمات : 1057
نقاط : 3168
تاريخ التسجيل : 13/08/2011
العمر : 30
الموقع : http://anamuslim.hateam.com/
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مشغول
المزاج المزاج : رايق

بطاقة الشخصية
ابو روان: الجوكر

تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقرة    تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد 19 فبراير 2012 - 16:35

القول في تأويل قوله : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: فقال الذين قيل لهم: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - بعد أن علموا واستقر عندهم، أن الذي أمرهم به موسى من ذلك عن أمر الله من ذبح بقرة - جد وحق، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة](ادع
لنا ربك يبين لنا ما هي)، فسألوا موسى أن يسأل ربه لهم ما كان الله قد
كفاهم بقوله لهم: " اذبحوا بقرة ". لأنه جل ثناؤه إنما أمرهم بذبح بقرة من
البقر - أي بقرة شاءوا ذبحها من غير أن يحصر لهم ذلك على نوع منها دون نوع
أو صنف دون صنف - فقالوا بجفاء أخلاقهم وغلظ طبائعهم، وسوء أفهامهم, وتكلف
ما قد وضع الله عنهم مؤونته, تعنتا منهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
كما:-

1183 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قال: لما قال لهم موسى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. قالوا له يتعنتونه: (ادع لنا ربك يبين لنا ما هي).

فلما تكلفوا جهلا منهم ما تكلفوا من البحث عما كانوا قد كفوه من صفة
البقرة التي أمروا بذبحها، تعنتا منهم نبيهم موسى صلوات الله عليه، بعد
الذي كانوا أظهروا له من سوء الظن به فيما أخبرهم عن الله جل ثناؤه،
بقولهم: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - عاقبهم عز وجل بأن حصر ذبح ما كان أمرهم بذبحه < 2-190 > من البقر على نوع منها دون نوع، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال لهم جل ثناؤه - إذ سألوه فقالوا: ما هي؟ ما صفتها؟ وما حليتها؟ حَلِّها لنا لنعرفها! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] -قال: (إنها بقرة لا فارض ولا بكر).

* * *

يعني بقوله جل ثناؤه: (لا فارض) لا مسنة هرمة. يقال منه: " فرضت البقرة تفرض فروضا ", يعني بذلك: أسنت. ومن ذلك قول الشاعر:

يــا رب ذي ضغـن عـليَّ فـارضِ

لــه قــروء كقــروء الحـائضِ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يعني بقوله: " فارض "، قديم. يصف ضغنا قديما. ومنه قول الآخر:

لهــا زِجــاج ولهــاة فــارض

حــدلاء كـالوطب نحـاه المـاخض [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

< 2-191 > وبمثل الذي قلنا في تأويل " فارض " قال المتأولون:

* ذكر من قال ذلك:

1184 - حدثني علي بن سعيد الكندي قال، حدثنا عبد السلام بن حرب, عن خصيف, عن مجاهد: (لا فارض)، قال: لا كبيرة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

1185 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن عطية قال، حدثنا شريك, عن خصيف,
عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, أو عن عكرمة, شك شريك-: (لا فارض)، قال:
الكبيرة.

1185م - حدثني محمد بن سعد قال، أخبرني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه، عن ابن عباس قوله: (لا فارض)، الفارض: الهرمة.

1186 - حدثت عن المنجاب قال، حدثنا بشر, عن أبي روق, عن الضحاك, عن ابن عباس: (لا فارض)، يقول: ليست بكبيرة هرمة.

1187 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج, عن عطاء الخراساني عن ابن عباس: (لا فارض)، الهرمة.

1188 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: " الفارض " الكبيرة.

1189 - حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي قال، حدثنا أبو أحمد الزبيري قال، < 2-192 > حدثنا شريك, عن خصيف, عن مجاهد قوله: (لا فارض)، قال: الكبيرة.

1190 - حدثنا المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية: (لا فارض)، يعني: لا هرمة.

1191 - حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع مثله.

1192 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة: " الفارض "، الهرمة.

1193 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، قال معمر, قال
قتادة: " الفارض " الهرمة. يقول: ليست بالهرمة ولا البكر عوان بين ذلك.

1194 - حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط, عن السدي: " الفارض "، الهرمة التي لا تلد.

1195 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: " الفارض "، الكبيرة.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: و " البكر " من إناث البهائم وبني آدم، ما لم يفتحله
الفحل, وهي مكسورة الباء، لم يسمع منه " فَعَل " ولا " يفعل ". وأما "
البكر " بفتح الباء فهو الفتي من الإبل.

* * *

وإنما عنى جل ثناؤه بقوله (ولا بكر) ولا صغيرة لم تلد، كما:-

1196 - حدثني علي بن سعيد الكندي قال، حدثنا عبد السلام بن حرب, عن خصيف, عن مجاهد: (ولا بكر)، صغيرة.
< 2-193 >
1197 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: " البكر "، الصغيرة.

1198 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا الحسن بن عطية قال، حدثنا شريك, عن
خصيف, عن سعيد, عن ابن عباس -أو عكرمة، شك-: (ولا بكر)، قال: الصغيرة.

1199 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسن قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج, عن عطاء الخراساني, عن ابن عباس: (ولا بكر)، الصغيرة.

1200 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني أبو سفيان, عن معمر, عن قتادة: (ولا بكر) ولا صغيرة.

1201 - حدثت عن المنجاب قال، حدثنا بشر, عن أبي روق, عن الضحاك, عن ابن عباس: (ولا بكر)، ولا صغيرة ضعيفة.

1202 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع، عن أبي العالية: (ولا بكر)، يعني: ولا صغيرة.

1203 - حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع, مثله.

1204 - وحدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: في" البكر "، لم تلد إلا ولدا واحدا.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: " العوان " النصف التي قد ولدت بطنا بعد بطن, وليست بنعت للبكر. يقال منه: " قد عونت " إذا صارت كذلك.

وإنما معنى الكلام أنه يقول: إنها بقرة لا فارض ولا بكر بل عوان < 2-194 > بين ذلك. ولا يجوز أن يكون " عوان " إلا مبتدأ. لأن قوله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، كناية عن الفارض والبكر, فلا يجوز أن يكون متقدما عليهما، ومنه قول الأخطل:

ومــا بمكــة مـن شُـمط مُحَفِّلـة

ومــا بيـثرب مـن عُـونٍ وأبكـار [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وجمعها " عون " يقال: " امرأة عوان من نسوة عون ". ومنه قول تميم بن مقبل:

ومــأتم كــالدمي حـورٍ مدامعهـا

لـم تبـأس العيش أبكـارا ولا عونـا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وبقرة " عوان، وبقر عون ". قال: وربما قالت العرب: " بقر عُوُن " مثل "
رسل " يطلبون بذلك الفرق بين جمع " عوان " من البقر, وجمع " عانة " من
الحمر. ويقال: " هذه حرب عوان "، إذا كانت حربا قد قوتل فيها مرة بعد مرة.
يمثل ذلك بالمرأة التي ولدت بطنا بعد بطن. وكذلك يقال: " حاجة عوان "، إذا
كانت قد قضيت مرة بعد مرة.
< 2-195 >
1205 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب، أن ابن زيد أنشده:

قعـود لـدى الأبـواب طـلاب حاجة

عـوانٍ مـن الحاجـات أو حاجةً بكرا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال أبو جعفر: والبيت للفرزدق.

وبنحو الذي قلنا في ذلك تأوله أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

1206 - حدثنا علي بن سعيد الكندي، حدثنا عبد السلام بن حرب, عن خصيف, عن مجاهد: (عوان بين ذلك)، وسط، قد ولدت بطنا أو بطنين. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

1207 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم, عن عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (عوان)، قال: " العوان ": العانس النصف.

1208 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: " العوان "، النصف.

1209 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن عطية قال، حدثنا شريك, عن خصيف,
عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس -أو عكرمة, شك شريك-(عوان)، قال: بين ذلك.

1210 - حُدثت عن المنجاب قال، حدثنا بشر, عن أبي روق, عن الضحاك, عن ابن عباس: (عوان)، قال: بين الصغيرة والكبيرة, وهى أقوى < 2-196 > ما تكون من البقر والدواب، وأحسن ما تكون.

1211 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسن قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج, عن عطاء الخراساني عن ابن عباس: (عوان)، قال: النصف.

1212 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية: (عوان) نَصَف.

1213 - وحُدثت عن عمار، عن ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع, مثله.

1214 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع, عن سعيد, عن قتادة: " العوان "، نَصَف بين ذلك.

1214 - حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد الزبيري قال، حدثنا
شريك, عن خصيف, عن مجاهد: (عوان)، التي تنتج شيئا بشرط أن تكون التي قد
نتجت بكرة أو بكرتين.

1215 - حدثنا موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: " العوان "، النصَف التي بين ذلك, التي قد ولدت وولد ولدُها.

1216 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: " العوان "، بين ذلك، ليست ببكر ولا كبيرة.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: يعني بقوله: (بين ذلك) بين البكر والهرمة، كما:-

1217 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية: (بين ذلك)، أي بين البكر والهرمة.

* * *

فإن قال قائل: قد علمت أن " بين " لا تصلح إلا أن تكون مع شيئين < 2-197 > فصاعدا, فكيف قيل " بين ذلك " و " ذلك " واحد في اللفظ؟

قيل: إنما صلحت مع كونها واحدة, لأن " ذلك " بمعنى اثنين, والعرب تجمع
في" ذلك " و " ذاك " شيئين ومعنيين من الأفعال, كما يقول القائل: " أظن
أخاك قائما, وكان عمرو أباك ", [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ثم يقول: " قد كان ذاك, وأظن ذلك ". فيجمع ب " ذلك " و " ذاك " الاسم والخبر، الذي كان لا بد لـ " ظن " و " كان " منهما . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

فمعنى الكلام: قال: إنه يقول إنما بقرة لا مسنة هرمة، ولا صغيرة لم
تلد, ولكنها بقرة نصف قد ولدت بطنا بعد بطن، بين الهرم والشباب. فجمع "
ذلك " معنى الهرم والشباب لما وصفنا, ولو كان مكان الفارض والبكر اسما
شخصين، لم يجمع مع " بين " ذلك. وذلك أن " ذلك " لا يؤدي عن اسم شخصين,
وغير جائز لمن قال: " كنت بين زيد وعمرو ", أن يقول: " كنت بين ذلك ",
وإنما يكون ذلك مع أسماء الأفعال دون أسماء الأشخاص. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](68) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال أبو جعفر: يقول الله لهم جل ثناؤه: افعلوا ما آمركم به، تدركوا
حاجاتكم وطلباتكم عندي؛ واذبحوا البقرة التي أمرتكم بذبحها, تصلوا -
بانتهائكم إلى طاعتي بذبحها - إلى العلم بقاتل قتيلكم.

* * *
< 2-198 >
القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: ومعنى ذلك: قال قوم موسى لموسى: ادع لنا ربك يبين لنا ما
لونها؟ أي لون البقرة التي أمرتنا بذبحها. وهذا أيضا تعنت آخر منهم بعد
الأول, وتكلف طلب ما قد كانوا كفوه في المرة الثانية والمسألة الآخرة.
وذلك أنهم لم يكونوا حصروا في المرة الثاني, ة - إ, ذ قيل ل, هم بعد
مسألتهم عن حلية البقرة التي كانوا أمروا بذبحها، فأبوا إلا تكلف ما قد
كفوه من المسألة عن صفتها، فحصروا على نوع دون سائر الأنواع، عقوبة من
الله لهم على مسألتهم التي سألوها نبيهم صلى الله عليه وسلم، تعنتا منهم
له. ثم لم يحصرهم على لون منها دون لون, فأبوا إلا تكلف ما كانوا عن تكلفه
أغنياء, فقالوا - تعنتا منهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم كما ذكر ابن
عباس-: (ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها) فقيل لهم عقوبة لهم: (إنها بقرة
صفراء فاقع لونها تسر الناظرين). فحصروا على لون منها دون لون. ومعنى ذلك:
أن البقرة التي أمرتكم بذبحها صفراء فاقع لونها.

* * *

قال أبو جعفر: ومعنى قوله: (يبين لنا ما لونها)، أي شيء لونها؟ فلذلك
كان اللون مرفوعا, لأنه مرافع " ما ". وإنما لم ينصب " ما " بقوله " يبين
لنا ", لأن أصل " أي" و " ما "، جمع متفرق الاستفهام. يقول القائل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بين لنا أسوداء هذه البقرة أم صفراء؟ فلما لم يكن لقوله: " بين لنا " أن
يقع على الاستفهام متفرقا، لم يكن له أن يقع على " أي"، لأنه جمع ذلك
المتفرق. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وكذلك كل ما كان من نظائره فالعمل فيه واحد، في" ما " و " أي".
< 2-199 >
واختلف أهل التأويل في معنى قوله: (صفراء). فقال بعضهم: معنى ذلك سوداء شديدة السواد.

* ذكر من قال ذلك منهم:

1218 - حدثني أبو مسعود إسماعيل بن مسعود الجحدري قال، حدثنا نوح بن
قيس, عن محمد بن سيف, عن الحسن: (صفراء فاقع لونها)، قال: سوداء شديدة
السواد. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

1219 - حدثني أبو زائدة زكريا بن يحيى بن أبي زائده. والمثنى بن
إبراهيم قالا حدثنا مسلم بن إبراهيم قال، حدثنا نوح بن قيس, عن محمد بن
سيف, عن أبي رجاء, عن الحسن مثله. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

وقال آخرون: معنى ذلك: صفراء القرن والظلف.

* ذكر من قال ذلك:

1220 - حدثني هشام بن يونس النهشلي قال، حدثنا حفص بن غياث, عن أشعث,
عن الحسن في قوله: (صفراء فاقع لونها)، قال: صفراء القرن والظلف. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

1221 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثني هشيم قال، أخبرنا جويبر, عن
كثير بن زياد, عن الحسن في قوله: (صفراء فاقع لونها)، قال: كانت وحشية. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
< 2-200 >
1222 - حدثني يعقوب قال، حدثنا مروان بن معاوية, عن إبراهيم, عن أبي
حفص, عن مغراء - أو عن رجل -، عن سعيد بن جبير: (بقرة صفراء فاقع لونها)،
قال: صفراء القرن والظلف. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

1223 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: هي صفراء.

1224 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا الضحاك بن مخلد, عن عيسى, عن ابن
أبي نجيح, عن مجاهد: (إنها بقرة صفراء فاقع لونها)، قال: لو أخذوا بقرة
صفراء لأجزأت عنهم.

* * *

قال أبو جعفر: وأحسب أن الذي قال في قوله: (صفراء)، يعني به سوداء, ذهب إلى قوله في نعت الإبل السود: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] " هذه إبل صفر, وهذه ناقة صفراء " يعني بها سوداء. وإنما قيل ذلك في الإبل لأن سوادها يضرب إلى الصفرة, ومنه قول الشاعر: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تلــك خـيلي منـه وتلـك ركـابي

هــن صفــر أولادهــا كـالزبيب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

< 2-201 > يعني
بقوله: " هن صفر " هن سود وذلك إن وصفت الإبل به، فليس مما توصف به البقر.
مع أن العرب لا تصف السواد بالفقوع, وإنما تصف السواد -إذا وصفته- بالشدة
بالحلوكة ونحوها, فتقول: " هو أسود حالك وحانك وحُلكوك, وأسود غِربيب
ودَجوجي" - ولا تقول: هو أسود فاقع. وإنما تقول: " هو أصفر فاقع ". فوصفه
إياه بالفقوع، من الدليل البين على خلاف التأويل الذي تأول قوله: (إنها
بقرة صفراء فاقع) المتأول، بأن معناه سوداء شديدة السواد. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: يعني خالص لونها. و " الفقوع " في الصفر، نظير النصوع في البياض, وهو شدته وصفاؤه، كما:-

1225 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر قال، قال قتادة: (فاقع لونها)، هي الصافي لونها.

1226 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية: (فاقع لونها)، أي صاف لونها.

1227 - حُدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع بمثله.

1228 - حدثنا موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (فاقع)، قال: نقي لونها.

1229 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي عن أبيه, عن ابن عباس: (فاقع لونها)، شديدة الصفرة، تكاد < 2-202 > من صفرتها تَبْيَضُّ. وقال أبو جعفر: أُراه أبيض! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

1230 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (فاقع لونها)، قال: شديدة صفرتها .

* * *

يقال منه: " فقع لونه يفقع ويفقع فقعا وفقوعا، فهو فاقع " , كما قال الشاعر:

حـملت عليـه الـوَرد حـتى تركتـه

ذليـلا يسُـف الـترب واللـون فـاقع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](69) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال أبو جعفر: يعني بقوله: (تسر الناظرين)، تعجب هذه البقرة -في حسن خلقها ومنظرها وهيئتها- الناظر إليها، كما:-

1231 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة: (تسر الناظرين)، أي تعجب الناظرين.

1232 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا إسماعيل بن عبد
الكريم قال، حدثني عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهبا: (تسر الناظرين)، إذا
نظرت إليها يخيل إليك أن شعاع الشمس يخرج من جلدها.

1233 - حدثنا موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (تسر الناظرين)، قال: تعجب الناطرين.

* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://anamuslim.hateam.com
صياد القلوب
Admin
Admin
صياد القلوب


الجنس : ذكر
الابراج : العقرب
الأبراج الصينية : الكلب
عدد المساهمات : 1057
نقاط : 3168
تاريخ التسجيل : 13/08/2011
العمر : 30
الموقع : http://anamuslim.hateam.com/
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مشغول
المزاج المزاج : رايق

بطاقة الشخصية
ابو روان: الجوكر

تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقرة    تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد 19 فبراير 2012 - 16:36

وقال آخرون: مسلمة من العيوب.

* ذكر من قال ذلك:

1258 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة: (مسلمة لا شية فيها)، أي مسلمة من العيوب.

1259 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة: (مسلمة)، يقول: لا عيب فيها.

1260 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية: (مسلمة)، يعني مسلمة من العيوب.

1261 - حُدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع بمثله.

1262 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج، قال ابن عباس قوله: (مسلمة)، لا عَوَارَ فيها. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

قال أبو جعفر: والذي قاله ابن عباس وأبو العالية ومن قال بمثل قولهما
في تأويل ذلك، أولى بتأويل الآية مما قاله مجاهد. لأن سلامتها لو كانت من
سائر أنواع الألوان سوى لون جلدها, لكان في قوله: (مسلمة) مُكْتَفًى عن
قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. وفي قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، ما يوضح عن أن معنى قوله: (مُسَلَّمة)، غير معنى قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وإذ كان ذلك كذلك, فمعنى الكلام: إنه < 2-215 > يقول: إنها بقرة لم تذللها إثارة الأرض وقلبها للحراثة، ولا السنو عليها للمزارع, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وهي مع ذلك صحيحة مسلمة من العيوب.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: يعني بقوله: (لا شية فيها)، لا لون فيها يخالف لون
جلدها. وأصله من " وشي الثوب ", وهو تحسين عيوبه التي تكون فيه، بضروب
مختلفة من ألوان سداه ولحمته, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يقال منه: " وشيت الثوب فأنا أشيه شية ووشيا "، ومنه قيل للساعي بالرجل
إلى السلطان أو غيره: " واش ", لكذبه عليه عنده، وتحسينه كذبه بالأباطيل.
يقال منه: " وشيت به إلى السلطان وشاية ". ومنه قول كعب بن زهير:

تســعى الوشــاة جَنَابَيْهـا وقـولهُمُ

إنـك يـا ابـن أبـي سُـلمى لمقتول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

و " الوشاة جمع واش "، يعني أنهم يتقولون بالأباطيل، ويخبرونه أنه إن لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم قتله.

وقد زعم بعض أهل العربية أن " الوشي"، العلامة. وذلك لا معنى له، إلا
أن يكون أراد بذلك تحسين الثوب بالأعلام. لأنه معلوم أن القائل: " وشيت
بفلان إلى فلان " غير جائز أن يتوهم عليه أنه أراد: جعلت له عنده علامة. < 2-216 > وإنما
قيل: (لا شية فيها) وهي من " وشيت "، لأن " الواو " لما أسقطت من أولها
أبدلت مكانها " الهاء " في آخرها. كما قيل: " وزنته زنة " و " وسن سِنة " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] و " وعدته عِدة " و " وديته دِية " .

* * *

وبمثل الذي قلنا في معنى قوله: (لا شية فيها)، قال أهل التأويل:

1263 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة: (لا شية فيها)، أي لا بياض فيها.

1264 - حدثنا الحسن قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة مثله.

1265 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع، عن أبي العالية: (لا شية فيها)، يقول: لا بياض فيها.

1266 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن
ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (لا شية فيها) أي لا بياض فيها ولا سواد.

1267 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد مثله.

1268 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن إدريس, عن أبيه, عن عطية: (لا شية فيها)، قال: لونها واحد، ليس فيها سوى لونها.

1269 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (لا شية فيها)، من بياض ولا سواد ولا حمرة.

1270 - حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: (لا شية فيها)، هي صفراء، ليس فيها بياض ولا سواد.

1271 - حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع: (لا شية فيها)، يقول: لا بياض فيها.

* * *
< 2-217 >
القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: (قالوا الآن جئت
بالحق). فقال بعضهم: معنى ذلك: الآن بينت لنا الحق فتبيناه, وعرفنا أية
بقرة عنيت. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وممن قال ذلك قتادة :

1272 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة: (قالوا الآن جئت بالحق)، أي الآن بينت لنا.

* * *

وقال بعضهم: ذلك خبر من الله جل ثناؤه عن القوم أنهم نسبوا نبي الله
موسى صلوات الله عليه، إلى أنه لم يكن يأتيهم بالحق في أمر البقرة قبل
ذلك. وممن روي عنه هذا القول عبد الرحمن بن زيد :

1273 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: اضطروا إلى
بقرة لا يعلمون على صفتها غيرها, وهي صفراء ليس فيها سواد ولا بياض,
فقالوا: هذه بقرة فلان: (الآن جئت بالحق)، وقبل ذلك والله قد جاءهم بالحق.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

قال أبو جعفر: وأولى التأويلين عندنا بقوله: (قالوا الآن جئت بالحق)،
قول قتادة. وهو أن تأويله: الآن بينت لنا الحق في أمر البقر, فعرفنا أيها
الواجب علينا ذبحها منها. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لأن الله جل ثناؤه قد أخبر عنهم أنهم قد أطاعوه فذبحوها، بعد < 2-218 > قيلهم هذا. مع غلظ مؤونة ذبحها عليهم، وثقل أمرها, فقال: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]،
وإن كانوا قد قالوا - بقولهم: الآن بينت لنا الحق - هراء من القول, وأتوا
خطأ وجهلا من الأمر. وذلك أن نبي الله موسى صلى الله عليه وسلم كان مبينا
لهم - في كل مسألة سألوها إياه, ورد رادوه في أمر البقر - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الحق. وإنما يقال: " الآن بينت لنا الحق " لمن لم يكن مبينا قبل ذلك, فأما
من كان كل قيله -فيما أبان عن الله تعالى ذكره- حقا وبيانا, فغير جائز أن
يقال له = في بعض ما أبان عن الله في أمره ونهيه، وأدى عنه إلى عباده من
فرائضه التي أوجبها عليهم: (الآن جئت بالحق)، كأنه لم يكن جاءهم بالحق قبل
ذلك!

* * *

وقد كان بعض من سلف يزعم أن القوم ارتدوا عن دينهم وكفروا بقولهم
لموسى: (الآن جئت بالحق)، ويزعم أنهم نفوا أن يكون موسى أتاهم بالحق في
أمر البقرة قبل ذلك, وأن ذلك من فعلهم وقيلهم كفر.

وليس الذي قال من ذلك عندنا كما قال، لأنهم أذعنوا بالطاعة بذبحها, وإن كان قيلهم الذي قالوه لموسى جهلة منهم وهفوة من هفواتهم.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](71) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال أبو جعفر: يعني بقوله: (فذبحوها)، فذبح قوم موسى البقرة، التي وصفها الله لهم وأمرهم بذبحها.

ويعني بقوله: (وما كادوا يفعلون)، أي: قاربوا أن يَدَعوا ذبحها, ويتركوا فرض الله عليهم في ذلك.

* * *

ثم اختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله كادوا أن يضيعوا فرض الله
عليهم، في ذبح ما أمرهم بذبحه من ذلك. فقال بعضهم: ذلك السبب كان < 2-219 > غلاء ثمن البقرة التي أمروا بذبحها، وبينت لهم صفتها.

* ذكر من قال ذلك:

1274 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا أبو
معشر المدني, عن محمد بن كعب القرظي في قوله: (فذبحوها وما كادوا يفعلون)
قال: لغلاء ثمنها.

1275 - حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد الهلالي قال، حدثنا عبد العزيز
بن الخطاب قال، حدثنا أبو معشر, عن محمد بن كعب القرظي: (فذبحوها وما
كادوا يفعلون)، قال: من كثرة قيمتها. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

1276 - حدثنا القاسم قال، أخبرنا الحسين قال، حدثنا حجاج, عن ابن جريج,
عن مجاهد وحجاج, عن أبي معشر, عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس - في
حديث فيه طول, ذكر أن حديث بعضهم دخل في حديث بعض - قوله: (فذبحوها وما
كادوا يفعلون)، لكثرة الثمن, أخذوها بملء مسكها ذهبا من مال المقتول, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فكان سواء لم يكن فيه فضل فذبحوها.

1277 - حدثت عن المنجاب قال، حدثنا بشر بن عمارة, عن أبي روق, عن
الضحاك, عن ابن عباس: (فذبحوها وما كادوا يفعلون)، يقول: كادوا لا يفعلون،
ولم يكن الذي أرادوا، لأنهم أرادوا أن لا يذبحوها: وكل شيء في القرآن "
كاد " أو " كادوا " أو " لو "، فإنه لا يكون. وهو مثل قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ طه: 15 ]

* * *

وقال آخرون: لم يكادوا أن يفعلوا ذلك خوف الفضيحة، إن أطلع الله على < 2-220 > قاتل القتيل الذي اختصموا فيه إلى موسى.

* * *

قال أبو جعفر: والصواب من التأويل عندنا, أن القوم لم يكادوا يفعلون ما
أمرهم الله به من ذبح البقرة، للخلتين كلتيهما: إحداهما غلاء ثمنها، مع ما
ذكر لنا من صغر خطرها وقلة قيمتها؛ والأخرى خوف عظيم الفضيحة على أنفسهم،
بإظهار الله نبيه موسى صلوات الله عليه وأتباعه - على قاتله.

* * *

فأما غلاء ثمنها، فإنه قد روي لنا فيه ضروب من الروايات.

1278 - فحدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا
أسباط, عن السدي قال: اشتروها بوزنها عشر مرات ذهبا, فباعهم صاحبها إياها
وأخذ ثمنها.

1279 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا المعتمر بن سليمان قال،
سمعت أيوب, عن محمد بن سيرين, عن عبيدة قال: اشتروها بملء جلدها دنانير.

1280 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن
ابن أبي نجيح, عن مجاهد قال: كانت البقرة لرجل يبر أمه، فرزقه الله أن جعل
تلك البقرة له, فباعها بملء جلدها ذهبا.

1281 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل قال، حدثني
خالد بن يزيد, عن مجاهد قال: أعطوا صاحبها ملء مسكها ذهبا فباعها منهم.

1282 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا إسماعيل بن عبد
الكريم قال، حدثني عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهبا يقول: اشتروها منه على
أن يملئوا له جلدها دنانير, ثم ذبحوها فعمدوا إلى جلد البقرة فملئوه
دنانير, ثم دفعوها إليه.

1283 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] < 2-221 > قال
حدثني أبي، عن أبيه, عن ابن عباس قال: وجدوها عند رجل يزعم أنه ليس بائعها
بمال أبدا, فلم يزالوا به حتى جعلوا له أن يسلخوا له مسكها فيملئوه له
دنانير, فرضي به فأعطاهم إياها.

1284 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع,
عن أبي العالية قال: لم يجدوها إلا عند عجوز, وإنها سألتهم أضعاف ثمنها,
فقال لهم موسى: أعطوها رضاها وحكمها. ففعلوا, واشتروها فذبحوها.

1285 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر
قال، قال أيوب, عن ابن سيرين, عن عَبيدة قال: لم يجدوا هذه البقرة إلا عند
رجل واحد, فباعها بوزنها ذهبا, أو ملء مسكها ذهبا - فذبحوها.

1286 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن هشام بن
حسان, عن محمد بن سيرين, عن عبيدة السلماني قال: وجدوا البقرة عند رجل,
فقال: إني لا أبيعها إلا بملء جلدها ذهبا, فاشتروها بملء جلدها ذهبا.

1287 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: جعلوا يزيدون صاحبها حتى ملئوا له مسكها - وهو جلدها - ذهبا.

* * *

وأما صغر خطرها وقلة قيمتها, فإن الحسن بن يحيى:-

1288 - حدثنا قال، حدثنا عبد الرزاق قال، أخبرنا ابن عيينة قال، حدثني محمد بن سوقة, عن عكرمة قال: ما كان ثمنها إلا ثلاثة دنانير.

وأما ما قلنا من خوفهم الفضيحة على أنفسهم, فإن وهب بن منبه كان يقول: إن القوم إذ أمروا بذبح البقرة، إنما قالوا لموسى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، لعلمهم بأنهم سيفتضحون إذا ذبحت، فحادوا عن ذبحها.

1289 - حدثت بذلك عن إسماعيل بن عبد الكريم, عن عبد الصمد بن معقل, عن وهب بن منبه.

وكان ابن عباس يقول: إن القوم، بعد أن أحيا الله الميت فأخبرهم بقاتله, < 2-222 > أنكرت قتلته قتله, فقالوا: والله ما قتلناه؛ بعد أن رأوا الآية والحق.

1290 - حدثني بذلك محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثتي أبي عن أبيه, عن ابن عباس.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: (وإذ قتلتم نفسا)، واذكروا يا بني
إسرائيل إذ قتلتم نفسا. و " النفس " التي قتلوها، هي النفس التي ذكرنا
قصتها في تأويل قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

* * *

وقوله: (فادارأتم فيها)، يعني فاختلفتم وتنازعتم. وإنما هو " فتدارأتم
فيها " على مثال " تفاعلتم "، من الدرء. و " الدرء ": العوج, ومنه قول أبي
النجم العجلي:

خشــية ضَغّــام إذا هــم جَسَـر

يـأكل ذا الـدرء ويقصـي مـن حقر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يعني: ذا العوج والعسر. ومنه قول رؤبة بن العجاج:

أدركتهـــا قــدام كــل مِــدْرَهِ

بــالدفع عنــي درء كــل عُنْجُـهِ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] < 2-223 >

ومنه الخبر الذي:-

1291 - حدثنا به أبو كريب قال، حدثنا مصعب بن المقدام, عن إسرائيل, عن
إبراهيم بن المهاجر, عن مجاهد, عن السائب قال: جاءني عثمان وزهير ابنا
أمية, فاستأذنا لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: " أنا أعلم به منكما, ألم تكن شريكي في الجاهلية؟ قلت:
نعم، بأبي أنت وأمي, فنعم الشريك كنت لا تماري ولا تداري" . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
< 2-224 >
يعني بقوله:لا تداري، لا تخالف رفيقك وشريكك ولا تنازعه ولا تشارُّه.

* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://anamuslim.hateam.com
صياد القلوب
Admin
Admin
صياد القلوب


الجنس : ذكر
الابراج : العقرب
الأبراج الصينية : الكلب
عدد المساهمات : 1057
نقاط : 3168
تاريخ التسجيل : 13/08/2011
العمر : 30
الموقع : http://anamuslim.hateam.com/
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مشغول
المزاج المزاج : رايق

بطاقة الشخصية
ابو روان: الجوكر

تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقرة    تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد 19 فبراير 2012 - 16:37

وإنما أصل (فادارأتم)،
فتدارأتم, ولكن التاء قريبة من مخرج الدال - وذلك أن مخرج التاء من طرف
اللسان وأصول الشفتين, ومخرج الدال من طرف اللسان وأطراف الثنيتين -
فأدغمت التاء في الدال، فجعلت دالا مشددة كما قال الشاعر:

تـولي الضجـيع إذا ما استافها خَصِرا

عـذب المـذاق إذا مـا اتّـابعَ القُبَـل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يريد إذا ما تتابع القبل, فأدغم إحدى التاءين في الأخرى. فلما أدغمت
التاء في الدال فجعلت دالا مثلها سكنت, فجلبوا ألفا ليصلوا إلى الكلام
بها, وذلك إذا كان قبله شيء، لأن الإدغام لا يكون إلا وقبله شيء, ومنه قول
الله جل ثناؤه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ الأعراف: 38]، إنما هو " تداركوا ", ولكن التاء منها أدغمت في الدال،
فصارت دالا مشددة, وجعلت فيها ألف -إذ وصلت بكلام قبلها ليسلم الإدغام.
وإذا لم يكن قبل ذلك ما يواصله, وابتدئ به, قيل: تداركوا وتثاقلوا,
فأظهروا الإدغام. وقد قيل يقال: " اداركوا، وادارءوا ".

وقد قيل إن معنى قوله: (فادارأتم فيها)، فتدافعتم فيها. من قول القائل: " درأت هذا الأمر عني", ومن قول الله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ النور: 8]، بمعنى < 2-225 > يدفع
عنها العذاب. وهذا قول قريب المعنى من القول الأول. لأن القوم إنما
تدافعوا قتل قتيل, فانتفى كل فريق منهم أن يكون قاتله, كما قد بينا قبل
فيما مضى من كتابنا هذا. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: (فادارأتم فيها) قال أهل التأويل.

1292 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثني عيسى, عن
ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله: (فادارأتم فيها)، قال: اختلفتم فيها.


1293 - حدثنا المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد مثله.

1294 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج:
(وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها) قال بعضهم: أنتم قتلتموه. وقال الآخرون:
أنتم قتلتموه.

1295 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:
(فادارأتم فيها)، قال: اختلفتم, وهو التنازع، تنازعوا فيه. قال: قال
هؤلاء: أنتم قتلتموه. وقال هؤلاء: لا.

* * *

وكان تدارؤهم في النفس التي قتلوها كما:-

1296 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم, عن عيسى, عن ابن أبي
نجيح, عن مجاهد قال: صاحب البقرة رجل من بني إسرائيل، قتله رجل فألقاه على
باب ناس آخرين, فجاء أولياء المقتول فادعوا دمه عندهم، فانتفوا -أو
انتفلوا- منه. شك أبو عاصم. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

1297 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن < 2-226 > ابن أبي نجيح, عن مجاهد بمثله سواء - إلا أنه قال: فادعوا دمه عندهم فانتفوا -ولم يشك- منه. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

1298 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قال: قتيل كان في بني إسرائيل. فقذف كل سبط منهم [سبطا به]، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حتى تفاقم بينهم الشر، حتى ترافعوا في ذلك إلى نبي الله صلى الله عليه
وسلم. فأوحى الله إلى موسى: أن اذبح بقرة فاضربه ببعضها. فذكر لنا أن وليه
الذي كان يطلب بدمه هو الذي قتله، من أجل ميراث كان بينهم.

1299- حدثني ابن سعد قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن
عباس في شأن البقرة. وذلك أن شيخا من بني إسرائيل على عهد موسى كان مكثرا
من المال وكان بنو أخيه فقراء لا مال لهم, وكان الشيخ لا ولد له, وكان بنو
أخيه ورثته. فقالوا: ليت عمنا قد مات فورثنا ماله! وإنه لما تطاول عليهم
أن لا يموت عمهم، أتاهم الشيطان, فقال: هل لكم إلى أن تقتلوا عمكم، فترثوا
ماله, وتغرموا أهل المدينة التي لستم بها ديته؟ - وذلك أنهما كانتا
مدينتين، كانوا في إحداهما, فكان القتيل إذا قتل وطرح بين المدينتين, قيس
ما بين القتيل وما بين المدينتين, فأيهما كانت أقرب إليه غرمت الدية -
وأنهم لما سول لهم الشيطان ذلك، وتطاول عليهم أن لا يموت عمهم, عمدوا إليه
فقتلوه, ثم عمدوا فطرحوه على باب المدينة التي ليسوا فيها. فلما أصبح أهل
المدينة، جاء بنو أخي الشيخ, فقالوا: عمنا قتل على باب مدينتكم, فوالله
لتغرمن لنا دية عمنا. قال أهل المدينة: نقسم بالله ما قتلنا ولا علمنا
قاتلا ولا فتحنا باب مدينتنا منذ أغلق حتى أصبحنا. وأنهم عمدوا إلى موسى,
فلما أتوا قال بنو أخي الشيخ: عمنا وجدناه مقتولا على باب مدينتهم. وقال
أهل المدينة: نقسم بالله ما قتلناه، ولا فتحنا باب المدينة من حين أغلقناه
حتى أصبحنا. وأن جبريل جاء بأمر ربنا السميع العليم إلى موسى, < 2-227 > فقال: قل لهم: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة فتضربوه ببعضها.

1300 - حدثنا القاسم قال، حدثنا حسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن
مجاهد - وحجاج عن أبي معشر, عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس - دخل
حديث بعضهم في حديث بعض, قالوا: إن سبطا من بني إسرائيل، لما رأوا كثرة
شرور الناس، بنوا مدينة فاعتزلوا شرور الناس, فكانوا إذا أمسوا لم يتركوا
أحدا منهم خارجا إلا أدخلوه, وإذا أصبحوا قام رئيسهم فنظر وتشرف، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فإذا لم ير شيئا فتح المدينة، فكانوا مع الناس حتى يمسوا. وكان رجل من بني
إسرائيل له مال كثير, ولم يكن له وارث غير ابن أخيه, فطال عليه حياته,
فقتله ليرثه، ثم حمله فوضعه على باب المدينة، ثم كمن في مكان هو وأصحابه.
قال: فتشرف رئيس المدينة على باب المدينة، فنظر فلم ير شيئا. ففتح الباب,
فلما رأى القتيل رد الباب: فناداه ابن أخي المقتول وأصحابه: هيهات!
قتلتموه ثم تردون الباب؟ وكان موسى لما رأى القتل كثيرا في أصحابه بني
إسرائيل، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كان إذا رأى القتيل بين ظهري القوم. أخذهم. فكاد يكون بين أخي المقتول
وبين أهل المدينة قتال، حتى لبس الفريقان السلاح, ثم كف بعضهم عن بعض.
فأتوا موسى فذكروا له شأنهم، فقالوا: يا رسول الله، إن هؤلاء قتلوا قتيلا
ثم ردوا الباب. وقال أهل المدينة: يا رسول الله، قد عرفت اعتزالنا الشرور،
وبنينا مدينة -كما رأيت- نعتزل شرور الناس، ما قتلنا ولا علمنا قاتلا.
فأوحى الله تعالى ذكره إليه: أن يذبحوا بقرة, فقال لهم موسى: إن الله
يأمركم أن تذبحوا بقرة.

1301 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن هشام بن
حسان, عن محمد بن سيرين, عن عبيدة قال: كان في بني إسرائيل رجل عقيم وله
مال كثير, فقتله ابن أخ له، فجره فألقاه على باب ناس آخرين. < 2-228 > ثم
أصبحوا، فادعاه عليهم، حتى تسلح هؤلاء وهؤلاء, فأرادوا أن يقتتلوا, فقال،
ذوو النهى منهم: أتقتتلون وفيكم نبي الله؟ فأمسكوا حتى أتوا موسى, فقصوا
عليه القصة, فأمرهم أن يذبحوا بقرة فيضربوه ببعضها, فقالوا: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ؟ قال: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.

1302 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: قتيل من بني
إسرائيل، طرح في سبط من الأسباط, فأتى أهل ذلك السبط إلى ذلك السبط
فقالوا: أنتم والله قتلتم صاحبنا. فقالوا: لا والله. فأتوا إلى موسى
فقالوا: هذا قتيلنا بين أظهرهم, وهم والله قتلوه. فقالوا: لا والله يا نبي
الله، طرح علينا. فقال لهم موسى صلى الله عليه وسلم: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .

* * *

قال أبو جعفر: فكان اختلافهم وتنازعهم وخصامهم بينهم - في أمر القتيل
الذي ذكرنا أمره، على ما روينا من علمائنا من أهل التأويل - هو " الدرء "
الذي قال الله جل ثناؤه لذريتهم وبقايا أولادهم: (فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا
وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ).

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](72) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال أبو جعفر: ويعني بقوله: (والله مخرج ما كنتم تكتمون)، والله معلن ما كنتم تسرونه من قتل القتيل الذي قتلتم، ثم ادارأتم فيه.

* * *

ومعنى " الإخراج " -في هذا الموضع- الإظهار والإعلان لمن خفي ذلك عنه، وإطلاعهم عليه, كما قال الله تعالى ذكره: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ النمل: 25] يعني بذلك: يظهره ويطلعه من مخبئه بعد خفائه.

* * *

والذي كانوا يكتمونه فأخرجه، هو قتل القاتل القتيل. لما كتم ذلك < 2-229 > القاتل ومن علمه ممن شايعه على ذلك، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] حتى أظهره الله وأخرجه, فأعلن أمره لمن لا يعلم أمره.

* * *

وعَنَى جل ذكره بقوله: (تكتمون)، تسرون وتغيبون، كما:

1303 - حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن
ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله: (والله مخرج ما كنتم تكتمون)، قال:
تغيبون.

1304 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (ما كنتم تكتمون)، ما كنتم تغيبون.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: يعني جل ذكره بقوله: فقلنا لقوم موسى الذين ادارءوا في القتيل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- الذي قد تقدم وصفنا أمره - : اضربوا القتيل. و " الهاء " التي في قوله:
(اضربوه) من ذكر القتيل؛(ببعضها) أي: ببعض البقرة التي أمرهم الله بذبحها
فذبحوها.

* * *

ثم اختلف العلماء في البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة، وأي عضو كان ذلك منها. فقال بعضهم: ضرب بفخذ البقرة القتيل.

* ذكر من قال ذلك:

1305 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن
ابن أبي نجيح, عن مجاهد قال: ضرب بفخذ البقرة فقام حيا, فقال: قتلني فلان.
ثم عاد في ميتته.
< 2-230 >
1306 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قال: ضرب بفخذ البقرة, ثم ذكر مثله.

1307 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا جابر بن نوح, عن النضر بن عربي, عن
عكرمة: (فقلنا اضربوه ببعضها)، قال: بفخذها، فلما ضرب بها عاش، وقال:
قتلني فلان. ثم عاد إلى حاله. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

1308 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن خالد بن
يزيد, عن مجاهد قال: ضرب بفخذها الرجل، فقام حيا فقال: قتلني فلان. ثم عاد
في ميتته.

1309 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر
قال، قال أيوب ، عن ابن سيرين, عن عبيدة: ضربوا المقتول ببعض لحمها -وقال
معمر، عن قتادة - : ضربوه بلحم الفخذ فعاش, فقال: قتلني فلان.

1310 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قال: ذكر
لنا أنهم ضربوه بفخذها، فأحياه الله فأنبأ بقاتله الذي قتله، وتكلم ثم
مات.

* * *

وقال آخرون: الذي ضرب به منها، هو البضعة التي بين الكتفين. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* ذكر من قال ذلك:

1311 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (فقلنا
اضربوه ببعضها)، فضربوه بالبضعة التي بين الكتفين فعاش, فسألوه: من قتلك؟
فقال لهم: ابن أخي.
< 2-231 >
وقال آخرون: الذي أمروا أن يضربوه به منها، عظم من عظامها.

* ذكر من قال ذلك:

1312 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع,
عن أبي العالية قال: أمرهم موسى أن يأخذوا عظما منها فيضربوا به القتيل.
ففعلوا, فرجع إليه روحه, فسمى لهم قاتله، ثم عاد ميتا كما كان. فأخذ
قاتله، وهو الذي أتى موسى فشكا إليه، فقتله الله على أسوأ عمله.

* * *

وقال آخرون بما:-

1313 - حدثني به يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: ضربوا الميت ببعض آرابها فإذا هو قاعد - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قالوا: من قتلك؟ قال: ابن أخي. قال: وكان قتله وطرحه على ذلك السبط, أراد أن يأخذ ديته.

* * *

قال أبو جعفر: والصواب من القول في تأويل قوله عندنا: (فقلنا اضربوه
ببعضها)، أن يقال: أمرهم الله جل ثناؤه أن يضربوا القتيل ببعض البقرة
ليحيا المضروب. ولا دلالة في الآية، ولا [في] خبر تقوم به حجة، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
على أي أبعاضها التي أمر القوم أن يضربوا القتيل به. وجائز أن يكون الذي
أمروا أن يضربوه به هو الفخذ, وجائز أن يكون ذلك الذنب وغضروف الكتف، وغير
ذلك من أبعاضها. ولا يضر الجهل بأي ذلك ضربوا القتيل, ولا ينفع العلم به،
مع الإقرار بأن القوم قد ضربوا القتيل ببعض البقرة بعد ذبحها فأحياه الله.


* * *

قال أبو جعفر: فإن قال قائل: وما كان معنى الأمر بضرب القتيل ببعضها؟
قيل: ليحيا فينبئ نبي الله موسى صلى الله عليه وسلم والذين ادارءوا فيه -
من قاتله.

< 2-232 >
فإن قال: وأين الخبر عن أن الله جل ثناؤه أمرهم بذلك لذلك؟ قيل: ترك
ذلك اكتفاء بدلالة ما ذكر من الكلام الدال عليه - نحو الذي ذكرنا من نظائر
ذلك فيما مضى. ومعنى الكلام: فقلنا: اضربوه ببعضها ليحيا, فضربوه فحيي -
كما قال جل ثناؤه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ الشعراء: 63]، والمعنى: فضرب فانفلق - دل على ذلك قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: وقوله: (كذلك يحيي الله الموتى)، مخاطبة من الله عباده
المؤمنين, واحتجاج منه على المشركين المكذبين بالبعث, وأمرهم بالاعتبار
بما كان منه جل ثناؤه من إحياء قتيل بني إسرائيل بعد مماته في الدنيا.
فقال لهم تعالى ذكره: أيها المكذبون بالبعث بعد الممات, اعتبروا بإحيائي
هذا القتيل بعد مماته, فإني كما أحييته في الدنيا، فكذلك أحيي الموتى بعد
مماتهم, فأبعثهم يوم البعث.

وإنما احتج جل ذكره بذلك على مشركي العرب، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وهم قوم أميون لا كتاب لهم, لأن الذين كانوا يعلمون علم ذلك من بني
إسرائيل كانوا بين أظهرهم، وفيهم نـزلت هذه الآيات, فأخبرهم جل ذكره بذلك،
ليتعرفوا علم من قِبَلَهم.

* * *
< 2-233 >
القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](73) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال أبو جعفر: يعني جل ذكره: ويريكم الله أيها الكافرون المكذبون بمحمد
صلى الله عليه وسلم، وبما جاء به من عند الله - من آياته = وآياته: أعلامه
وحججه الدالة على نبوته = [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لتعقلوا وتفهموا أنه محق صادق، فتؤمنوا به وتتبعوه.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: يعني بذلك كفار بني إسرائيل, وهم -فيما ذكر- بنو أخي
المقتول, فقال لهم: " ثم قست قلوبكم ": أي جفت وغلظت وعست, كما قال
الراجز:

وقد قسوت وقسا لداتي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يقال: " قسا " و " عسا " و " عتا " بمعنى واحد, وذلك إذا جفا وغلظ وصلب. يقال: منه: قسا قلبه يقسو قسوا وقسوة وقساوة وقَساء. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

ويعني بقوله: (من بعد ذلك)، من بعد أن أحيا المقتول لهم الذي - ادارءوا < 2-234 > في قتله، فأخبرهم بقاتله، وبالسبب الذي من أجله قتله، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كما قد وصفنا قبل على ما جاءت الآثار والأخبار - وفصل الله تعالى ذكره بخبره بين المحق منهم والمبطل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
. وكانت قساوة قلوبهم التي وصفهم الله بها، أنهم -فيما بلغنا- أنكروا أن
يكونوا هم قتلوا القتيل الذي أحياه الله, فأخبر بني إسرائيل بأنهم كانوا
قتلته، بعد إخباره إياهم بذلك, وبعد ميتته الثانية، كما:-

1314 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني
أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قال: لما ضرب المقتول ببعضها - يعني ببعض
البقرة - جلس حيا, فقيل له: من قتلك؟ فقال: بنو أخي قتلوني. ثم قبض فقال
بنو أخيه حين قبض: والله ما قتلناه! فكذبوا بالحق بعد إذ رأوه, فقال الله:
(ثم قست قلوبكم من بعد ذلك) -يعني بني أخي الشيخ- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

1315 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد, عن سعيد, عن قتادة: (ثم قست
قلوبكم من بعد ذلك)، يقول: من بعد ما أراهم الله من إحياء الموتى, وبعد ما
أراهم من أمر القتيل - ما أراهم, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: يعني بقوله: (فهي): " قلوبكم ". يقول: ثم صلبت قلوبكم
-بعد إذ رأيتم الحق فتبينتموه وعرفتموه- عن الخضوع له والإذعان لواجب حق
الله عليكم, فقلوبكم كالحجارة صلابة ويبسا وغلظا وشدة, أو " أشد قسوة "، < 2-235 > يعني: قلوبهم - عن الإذعان لواجب حق الله عليهم, والإقرار له باللازم من حقوقه لهم- أشد صلابة من الحجارة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

فإن سأل سائل فقال: وما وجه قوله: (فهي كالحجارة أو أشد قسوة)، و " أو
" عند أهل العربية، إنما تأتي في الكلام لمعنى الشك, والله تعالى جل ذكره
غير جائز في خبره الشك؟

قيل: إن ذلك على غير الوجه الذي توهمته، من أنه شك من الله جل ذكره
فيما أخبر عنه, ولكنه خبر منه عن قلوبهم القاسية، أنها - عند عباده الذين
هم أصحابها، الذين كذبوا بالحق بعد ما رأوا العظيم من آيات الله -
كالحجارة قسوة أو أشد من الحجارة، عندهم وعند من عرف شأنهم.

* * *

وقد قال في ذلك جماعة من أهل العربية أقوالا فقال بعضهم: إنما أراد
الله جل ثناؤه بقوله: (فهي كالحجارة أو أشد قسوة)، وما أشبه ذلك من
الأخبار التي تأتي ب " أو ", كقوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ الصافات: 147]، وكقول الله جل ذكره: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ سبأ: 24] [الإبهام على من خاطبه] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فهو عالم أي ذلك كان. قالوا: ونظير ذلك قول القائل: أكلت بسرة أو رطبة
, وهو عالم أي ذلك أكل، ولكنه أبهم على المخاطب, كما قال أبو الأسود
الدؤلي:

أحـــب محــمدا حبــا شــديدا

وعباســـا وحـــمزة والوصيــا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
< 2-236 > فــإن يــك حـبهم رشـدا أصبـه

ولســـت بمخــطئ إن كـان غيـا

قالوا: ولا شك أن أبا الأسود لم يكن شاكا في أن حب من سمى - رَشَد,
ولكنه أبهم على من خاطبه به. وقد ذكر عن أبي الأسود أنه لما قال هذه
الأبيات قيل له: شككت! فقال: كلا والله! ثم انتزع بقول الله عز وجل: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ، فقال: أَوَ كان شاكا -من أخبر بهذا- في الهادي من الضلال. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://anamuslim.hateam.com
صياد القلوب
Admin
Admin
صياد القلوب


الجنس : ذكر
الابراج : العقرب
الأبراج الصينية : الكلب
عدد المساهمات : 1057
نقاط : 3168
تاريخ التسجيل : 13/08/2011
العمر : 30
الموقع : http://anamuslim.hateam.com/
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مشغول
المزاج المزاج : رايق

بطاقة الشخصية
ابو روان: الجوكر

تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقرة    تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد 19 فبراير 2012 - 16:38

وقال بعضهم: ذلك كقول القائل:
" ما أطعمتك إلا حلوا أو حامضا ", وقد أطعمه النوعين جميعا. فقالوا: فقائل
ذلك لم يكن شاكا أنه قد أطعم صاحبه الحلو والحامض كليهما, ولكنه أراد
الخبر عما أطعمه إياه أنه لم يخرج عن هذين النوعين. قالوا: فكذلك قوله:
(فهي كالحجارة أو أشد قسوة)، إنما معناه: فقلوبهم لا تخرج من أحد هذين
المثلين، إما أن تكون مثلا للحجارة في القسوة, وإما أن تكون أشد منها
قسوة. ومعنى ذلك على هذا التأويل: فبعضها كالحجارة قسوة, وبعضها أشد قسوة
من الحجارة.

وقال بعضهم: " أو " في قوله: (أو أشد قسوة)، بمعنى، وأشد قسوة, كما قال تبارك وتعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ الإنسان: 24] بمعنى: وكفورا، وكما قال جرير بن عطية:

نـال الخلافـة أو كـانت لـه قـدرا

كمـا أتـى ربـه موسـى عـلى قدر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يعني: نال الخلافة، وكانت له قدرا، وكما قال النابغة:

قـالت: ألا ليتمـا هـذا الحمـام لنـا

إلــى حمامتنــا أو نصفــه فقـد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] < 2-237 >

يريد. ونصفه

* * *

وقال آخرون: " أو " في هذا الموضع بمعنى " بل ", فكان تأويله عندهم: فهي كالحجارة بل أشد قسوة, كما قال جل ثناؤه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ الصافات: 147]، بمعنى: بل يزيدون.

* * *

وقال آخرون: معنى ذلك: فهي كالحجارة، أو أشد قسوة عندكم.

* * *

قال أبو جعفر: ولكل مما قيل من هذه الأقوال التي حكينا وجه ومخرج في
كلام العرب. غير أن أعجب الأقوال إلي في ذلك ما قلناه أولا ثم القول الذي
ذكرناه عمن وجه ذلك إلى أنه بمعنى: فهي أوجه في القسوة: إما أن تكون
كالحجارة، أو أشد, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
على تأويل أن منها كالحجارة, ومنها أشد قسوة. لأن " أو "، وإن استعملت في
أماكن من أماكن " الواو " حتى يلتبس معناها ومعنى " الواو "، لتقارب
معنييهما في بعض تلك الأماكن - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فإن أصلها أن تأتي بمعنى أحد الاثنين. فتوجيهها إلى أصلها - ما وجدنا إلى ذلك سبيلا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أعجب إلي من إخراجها عن أصلها، ومعناها المعروف لها.

* * *

قال أبو جعفر: وأما الرفع في قوله: (أو أشد قسوة) فمن وجهين: أحدهما:
أن يكون عطفا على معنى " الكاف " في قوله: (كالحجارة)، لأن معناها الرفع.
وذلك أن معناها معنى " مثل "، [فيكون تأويله] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فهي مثل الحجارة أو أشد قسوة من الحجارة.
< 2-238 >
والوجه الآخر: أن يكون مرفوعا، على معنى تكرير " هي" عليه. فيكون تأويل ذلك: فهي كالحجارة، أو هي أشد قسوة من الحجارة.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ذكره: (وإن من الحجارة لما يتفجر منه
الأنهار): وإن من الحجارة حجارة يتفجر منها الماء الذي تكون منه الأنهار,
فاستغنى بذكر الأنهار عن ذكر الماء. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وإنما ذكر فقال " منه "، للفظ " ما ". [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

و " التفجر ": " التفعل " من " تفجر الماء ", [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وذلك إذا تنـزل خارجا من منبعه. وكل سائل شخص خارجا من موضعه ومكانه، فقد
" انفجر "، ماء كان ذلك أو دما أو صديدا أو غير ذلك, ومنه قوله عمر بن
لجأ:

ولمــا أن قــرنت إلــى جـرير

أبـــى ذو بطنـــه إلا انفجــارا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يعني: إلا خروجا وسيلانا.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: " وإن منها لما يشقق "، < 2-239 > وإن من الحجارة لحجارة يشقق. وتشققها: تصدعها. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وإنما هي: لما يتشقق, ولكن التاء أدغمت في الشين فصارت شينا مشددة.

وقوله: (فيخرج منه الماء) فيكون عينا نابعة وأنهارا جارية.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: وإن من الحجارة لما يهبط - أي يتردى من رأس الجبل إلى الأرض والسفح - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] من خوف الله وخشيته. وقد دللنا على معنى " الهبوط" فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

قال أبو جعفر: وأدخلت هذه " اللامات " اللواتي في" ما "، توكيدا للخبر.

وإنما وصف الله تعالى ذكره الحجارة بما وصفها به - من أن منها المتفجر
منه الأنهار, وأن منها المتشقق بالماء, وأن منها الهابط من خشية الله، بعد
الذي جعل منها لقلوب الذين أخبر عن قسوة قلوبهم من بني إسرائيل، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مثلا - معذرة منه جل ثناؤه لها، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
دون الذين أخبر عن قسوة قلوبهم من بني إسرائيل إذ كانوا بالصفة التي وصفهم
الله بها من التكذيب لرسله، والجحود لآياته، بعد الذي أراهم من الآيات
والعبر، وعاينوا من عجائب الأدلة والحجج، مع ما أعطاهم تعالى ذكره من صحة
العقول، ومن به عليهم من سلامة النفوس التي لم < 2-240 > يعطها
الحجر والمدر, ثم هو مع ذلك منه ما يتفجر بالأنهار، ومنه ما يتشقق بالماء،
ومنه ما يهبط من خشية الله, فأخبر تعالى ذكره أن من الحجارة ما هو ألين من
قلوبهم لما يدعون إليه من الحق، كما:-

1316 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق.

* * *

وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك، قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

1317 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد
في قول الله جل ثناؤه: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد
قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه
الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله)، قال: كل حجر يتفجر منه الماء، أو
يتشقق عن ماء, أو يتردى من رأس جبل, فهو من خشية الله عز وجل, نـزل بذلك
القرآن.

1318 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد مثله.

1319 - حدثني بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ثم عذر الحجارة ولم يعذر شقي ابن آدم. فقال: (وإن من الحجارة لما يتفجر
منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية
الله).

1320 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة مثله.

1321 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قال: ثم عذر الله الحجارة فقال: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

1322 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا حجاج, عن ابن < 2-241 > جريج أنه قال فيها: كل حجر انفجر منه ماء، أو تشقق عن ماء، أو تردى من جبل, فمن خشية الله. نـزل به القرآن.

* * *

قال أبو جعفر: ثم اختلف أهل التأويل في معنى هبوط ما هبط من الحجارة من خشية الله.

فقال بعضهم: إن هبوط ما هبط منها من خشية الله تفيؤ ظلاله. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وقال آخرون: ذلك الجبل الذي صار دكا إذ تجلى له ربه. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وقال بعضهم: ذلك كان منه ويكون، بأن الله جل ذكره أعطى بعض الحجارة المعرفة والفهم, فعقل طاعة الله فأطاعه.

1324 - كالذي روي عن الجذع الذي كان يستند إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب، فلما تحول عنه حن. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

1325 - وكالذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن حجرا كان يسلم علي في الجاهلية إني لأعرفه الآن ". [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
< 2-242 >
وقال آخرون: بل قوله: ( يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ) كقوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ولا إرادة له. قالوا وإنما أريد بذلك أنه من عظم أمر الله، يرى كأنه هابط خاشع من ذل خشية الله, كما قال زيد الخيل:

بجـمع تضـل البلـق فـي حَجَراتـه

تـرى الأكْـمَ منـه سـجدا للحـوافر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وكما قال سويد بن أبي كاهل يصف عدوا له:

ســـاجد المنخـــر لا يرفعـــه

خاشــع الطــرف أصـم المسـتمع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يريد أنه ذليل. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وكما قال جرير بن عطية:

لمـا أتـى خـبر الرسول تضعضعت

ســور المدينــة والجبـال الخشـع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

وقال آخرون: معنى قوله: (يهبط من خشية الله)، أي: يوجب الخشية لغيره،
بدلالته على صانعه، كما قيل: " ناقة تاجرة "، إذا كانت من نجابتها
وفراهتها تدعو الناس إلى الرغبة فيها, كما قال جرير بن عطية:

< 2-243 > وأعــور مـن نبهـان, أمـا نهـاره

فــأعمى, وأمــا ليلــه فبصــير [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فجعل الصفة لليل والنهار, وهو يريد بذلك صاحبه النبهاني الذي يهجوه, من أجل أنه فيهما كان ما وصفه به.

* * *

وهذه الأقوال، وإن كانت غير بعيدات المعنى مما تحتمله الآية من
التأويل, فإن تأويل أهل التأويل من علماء سلف الأمة بخلافها، فلذلك لم
نستجز صرف تأويل الآية إلى معنى منها. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

وقد دللنا فيما مضى على معنى " الخشية ", وأنها الرهبة والمخافة, فكرهنا إعادة ذلك في هذا الموضع. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](74) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال أبو جعفر: يعني بقوله: (وما الله بغافل عما تعملون)، وما الله
بغافل -يا معشر المكذبين بآياته، والجاحدين نبوة رسوله محمد صلى الله عليه
وسلم, والمتقولين عليه الأباطيل من بني إسرائيل وأحبار اليهود- عما تعملون
من أعمالكم الخبيثة، وأفعالكم الرديئة، ولكنه محصيها عليكم, فمجازيكم بها
في الآخرة، أو معاقبكم بها في الدنيا. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
< 2-244 >
وأصل " الغفلة " عن الشيء، تركه على وجه السهو عنه، والنسيان له.

* * *

فأخبرهم تعالى ذكره أنه غير غافل عن أفعالهم الخبيثة، ولا ساه عنها, بل هو لها محص, ولها حافظ.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: (أفتطمعون) يا أصحاب محمد, أي:
أفترجون يا معشر المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم، والمصدقين ما جاءكم
به من عند الله، أن يؤمن لكم يهود بني إسرائيل؟

* * *

ويعني بقوله: (أن يؤمنوا لكم)، أن يصدقوكم بما جاءكم به نبيكم صلى الله عليه وسلم محمد من عند ربكم، كما:-

1326 - حُدثت عن عمار بن الحسن, عن ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع
في قوله (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم)، يعني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم،"
أن يؤمنوا لكم " يقول: أفتطمعون أن يؤمن لكم اليهود؟.

1327 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم) الآية, قال: هم اليهود.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: أما " الفريق " فجمع، كالطائفة، لا واحد له من لفظه. وهو
" فعيل " من " التفرق " سمي به الجماع، كما سميت الجماعة ب " الحزب "، من
" التحزب "، وما أشبه ذلك. ومنه قول أعشى بني ثعلبة:

< 2-245 > أجَــدّوا فلمــا خـفت أن يتفرقـوا

فـريقين, منهـم مُصعِـد ومُصـوِّب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يعني بقوله: (منهم)، من بني إسرائيل. وإنما جعل الله الذين كانوا على
عهد موسى ومن بعدهم من بني إسرائيل، من اليهود الذين قال الله لأصحاب محمد
صلى الله عليه وسلم: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
- لأنهم كانوا آباءَهم وأسلافهم, فجعلهم منهم، إذ كانوا عشائرهم وفَرَطهم
وأسلافهم, كما يذكر الرجل اليوم الرجل، وقد مضى على منهاج الذاكر وطريقته.
وكان من قومه وعشيرته, فيقول: " كان منا فلان "، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يعني أنه كان من أهل طريقته أو مذهبه، أو من قومه وعشيرته. فكذلك قوله: (وقد كان فريق منهم).

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](75) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في الذين عنى الله بقوله: (وقد كان
فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون). فقال
بعضهم بما:-

1328 - حدثني به محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن
ابن أبى نجيح, عن مجاهد في قول الله: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان
فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون)، < 2-246 > فالذين يحرفونه والذين يكتمونه، هم العلماء منهم.

1329 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد بنحوه.

1330 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط, عن
السدي: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم
يحرفونه من بعد ما عقلوه)، قال: هي التوراة، حرفوها.

1331 - حدثنا يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:
(يسمعون كلام الله ثم يحرفونه)، قال: التوراة التي أنـزلها عليهم،
يحرفونها, يجعلون الحلال فيها حراما، والحرام فيها حلالا والحق فيها باطلا
والباطل فيها حقا, إذا جاءهم المحق برِشوة أخرجوا له كتاب الله, وإذا
جاءهم المبطل برِشوة أخرجوا له ذلك الكتاب، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فهو فيه محق. وإن جاء أحد يسألهم شيئا ليس فيه حق ولا رشوة ولا شيء، أمروه بالحق. فقال لهم: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ البقرة: 44].

* * *

وقال آخرون في ذلك بما:-

1332 - حُدثت عن عمار بن الحسن قال، أخبرنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن
الربيع في قوله: (وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد
ما عقلوه وهم يعلمون)، فكانوا يسمعون من ذلك كما يسمع أهل النبوة, ثم
يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون.

1333 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق في قوله: (وقد
كان فريق منهم يسمعون كلام الله) الآية, قال: ليس قوله: (يسمعون كلام
الله)، يسمعون التوراة. كلهم قد سمعها، ولكنهم الذين سألوا موسى رؤية ربهم
فأخذتهم الصاعقة فيها.
< 2-347 >
1334 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن محمد بن إسحاق قال: بلغني
عن بعض أهل العلم أنهم قالوا لموسى: يا موسى، قد حيل بيننا وبين رؤية الله
عز وجل, فأسمعنا كلامه حين يكلمك. فطلب ذلك موسى إلى ربه فقال: نعم, فمرهم
فليتطهروا، وليطهروا ثيابهم، ويصوموا. ففعلوا. ثم خرج بهم حتى أتى الطور,
فلما غشيهم الغمام أمرهم موسى عليه السلام[أن يسجدوا] فوقعوا سجودا, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وكلمه ربه فسمعوا كلامه، يأمرهم وينهاهم, حتى عقلوا ما سمعوا. ثم انصرف
بهم إلى بني إسرائيل. فلما جاءوهم حرف فريق منهم ما أمرهم به, وقالوا حين
قال موسى لبني إسرائيل: إن الله قد أمركم بكذا وكذا, قال ذلك الفريق الذي
ذكرهم الله: إنما قال كذا وكذا - خلافا لما قال الله عز وجل لهم. فهم
الذين عنى الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

* * *

قال أبو جعفر: وأولى التأويلين اللذين ذكرت بالآية، وأشبههما بما دل
عليه ظاهر التلاوة, ما قاله الربيع بن أنس، والذي حكاه ابن إسحاق عن بعض
أهل العلم: من أن الله تعالى ذكره إنما عنى بذلك من سمع كلامه من بني
إسرائيل، سماع موسى إياه منه، ثم حرف ذلك وبدل، من بعد سماعه وعلمه به
وفهمه إياه. وذلك أن الله جل ثناؤه إنما أخبر أن التحريف كان من فريق منهم
كانوا يسمعون كلام الله عز وجل، استعظاما من الله لما كانوا يأتون من
البهتان، بعد توكيد الحجة عليهم والبرهان, وإيذانا منه تعالى ذكره عبادَه
المؤمنين، قطع أطماعهم من إيمان بقايا نسلهم بما أتاهم به محمد من الحق
والنور والهدى, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فقال لهم: كيف تطمعون في تصديق هؤلاء اليهود إياكم وإنما تخبرونهم - بالذي
تخبرونهم من الأنباء عن الله عز وجل - عن غيب لم يشاهدوه ولم ييعاينوه وقد
كان بعضهم يسمع من الله كلامه وأمره ونهيه, ثم يبدله ويحرفه ويجحده,
فهؤلاء الذين بين < 2-248 > أظهركم من بقايا نسلهم، أحرى أن يجحدوا ما أتيتموهم به من الحق، وهم لا يسمعونه من الله, وإنما يسمعونه منكم - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأقرب إلى أن يحرفوا ما في كتبهم من صفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم ونعته ويبدلوه، وهم به عالمون، فيجحدوه ويكذبوا - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] من أوائلهم الذين باشروا كلام الله من الله جل ثناؤه، ثم حرفوه من بعد ما عقلوه وعلموه متعمدين التحريف.

ولو كان تأويل الآية على ما قاله الذين زعموا أنه عني بقوله: (يسمعون
كلام الله)، يسمعون التوراة, لم يكن لذكر قوله: (يسمعون كلام الله) معنى
مفهوم. لأن ذلك قد سمعه المحرف منهم وغير المحرف، فخصوص المحرف منهم بأنه
كان يسمع كلام الله - إن كان التأويل على ما قاله الذين ذكرنا قولهم - دون
غيرهم ممن كان يسمع ذلك سماعهم لا معنى له. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فإن ظن ظان [أنه] إنما صلح أن يقال ذلك لقوله: (يحرفونه)، فقد أغفل وجه الصواب في ذلك. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وذلك أن ذلك لو كان كذلك لقيل: أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم
يحرفون كلام الله من بعد ما عقلوه وهم يعلمون. ولكنه جل ثناؤه أخبر عن خاص
من اليهود، كانوا أعطوا - من مباشرتهم سماعَ كلام الله - ما لم يعطه أحد
غير الأنبياء والرسل, ثم بدلوا وحرفوا ما سمعوا من ذلك. فلذلك وصفهم بما
وصفهم به، للخصوص الذي كان خص به هؤلاء الفريق الذي ذكرهم في كتابه تعالى
ذكره.

* * *

ويعني بقوله: (ثم يحرفونه)، ثم يبدلون معناه وتأويله ويغيرونه. وأصله
من " انحراف الشيء عن جهته ", وهو ميله عنها إلى غيرها. فكذلك قوله:
(يحرفونه) < 2-249 > أي
يميلونه عن وجهه ومعناه الذي هو معناه، إلى غيره. فأخبر الله جل ثناؤه
أنهم فعلوا ما فعلوا من ذلك على علم منهم بتأويل ما حرفوا, وأنه بخلاف ما
حرفوه إليه. فقال: (يحرفونه من بعد ما عقلوه)، يعني: من بعد ما عقلوا
تأويله، (وهم يعلمون)، أي: يعلمون أنهم في تحريفهم ما حرفوا من ذلك مبطلون
كاذبون. وذلك إخبار من الله جل ثناؤه عن إقدامهم على البهت, ومناصبتهم
العداوة له ولرسوله موسى صلى الله عليه وسلم, وأن بقاياهم - من مناصبتهم
العداوة لله ولرسوله محمد صلى الله عليه وسلم بغيا وحسدا - على مثل الذي
كان عليه أوائلهم من ذلك في عصر موسى عليه الصلاة والسلام.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال أبو جعفر: أما قوله: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا)، فإنه خبر
من الله جل ذكره عن الذين أيأس أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من إيمانهم
- من يهود بني إسرائيل، الذين كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه
من بعد ما عقلوه وهم يعلمون - وهم الذين إذا لقوا الذين آمنوا بالله
ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم قالوا: آمنا. يعني بذلك: أنهم إذا لقوا
الذين صدقوا بالله وبمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به من عند الله،
قالوا: آمنا - أي صدقنا بمحمد وبما صدقتم به، وأقررنا بذلك. أخبر الله عز
وجل أنهم تخلقوا بأخلاق المنافقين، وسلكوا منهاجهم، كما:-

1335 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني
أبي ، عن أبيه, عن جده, عن ابن عباس قوله: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا
آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم)، وذلك
أن نفرا من اليهود كانوا إذا لقوا محمدا صلى الله عليه وسلم قالوا: < 2-250 > آمنا, وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا: أتحدثونهم بما فتح الله عليكم.

1336 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا عثمان بن سعيد, عن بشر بن عمارة, عن
أبي روق, عن الضحاك, عن ابن عباس: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا)،
يعني المنافقين من اليهود، كانوا إذا لقوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
قالوا: آمنا.

* * *

وقد روي عن ابن عباس في تأويل ذلك قول آخر وهو ما:-

1337 - حدثنا به ابن حميد قال، حدثنا سلمة بن الفضل, عن محمد بن إسحاق,
عن محمد بن أبي محمد, عن عكرمة, أو عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس: (وإذا
لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا)، أي: بصاحبكم رسول الله صلى الله عليه وسلم,
ولكنه إليكم خاصة.

1338 - حدثنا موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (وإذا
لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا) الآية, قال: هؤلاء ناس من اليهود، آمنوا ثم
نافقوا.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وَإِذَا
خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ
اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا
تَعْقِلُونَ
(76) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال أبو جعفر: يعني بقوله: (وإذا خلا بعضهم إلى بعض) أي: إذا خلا بعض
هؤلاء اليهود -الذين وصف الله صفتهم- إلى بعض منهم، فصاروا في خلاء من
الناس غيرهم, وذلك هو الموضع الذي ليس فيه غيرهم -" قالوا " يعني: قال
بعضهم لبعض -: " أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ".

* * *

ثم اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: (بما فتح الله عليكم). فقال بعضهم بما:-

1339 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا عثمان بن سعيد, عن بشر بن < 2-251 > عمارة,
عن أبي روق, عن الضحاك, عن ابن عباس: (وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا
أتحدثونهم بما فتح الله عليكم)، يعني: بما أمركم الله به. فيقول الآخرون:
إنما نستهزئ بهم ونضحك.

* * *

وقال آخرون بما:-

1340 - حدثنا ابن حميد قال, حدثنا سلمة، عن ابن اسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]،
أي: بصاحبكم رسول الله, ولكنه إليكم خاصة, وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا:
لا تحدثوا العرب بهذا، فإنكم قد كنتم تستفتحون به عليهم, فكان منهم. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فأنـزل الله: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض
قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم)، أي: تقرون
بأنه نبي, وقد علمتم أنه قد أخذ له الميثاق عليكم باتباعه, وهو يخبرهم أنه
النبي الذي كنا ننتظر ونجده في كتابنا؟ اجحدوه ولا تقروا لهم به. يقول
الله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

1341 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع,
عن أبي العالية في قوله: (أتحدثونهم بما فتح الله عليكم)، أي بما أنـزل
الله عليكم في كتابكم من نعت محمد صلى الله عليه وسلم.

1342 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع, عن سعيد, عن قتادة:
(قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم)، أي: بما من الله عليكم في كتابكم
من نعت محمد صلى الله عليه وسلم, فإنكم إذا فعلتم ذلك احتجوا به عليكم،
(أفلا تعقلون).
< 2-252 >
1343 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة: (أتحدثونهم بما فتح الله عليكم)، ليحتجوا به عليكم.

1344 - حدثني المثنى قال، حدثني آدم قال، حدثنا أبو جعفر قال، قال
قتادة: (أتحدثونهم بما فتح الله عليكم)، يعني: بما أنـزل الله عليكم من
أمر محمد صلى الله عليه وسلم ونعته.

* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://anamuslim.hateam.com
صياد القلوب
Admin
Admin
صياد القلوب


الجنس : ذكر
الابراج : العقرب
الأبراج الصينية : الكلب
عدد المساهمات : 1057
نقاط : 3168
تاريخ التسجيل : 13/08/2011
العمر : 30
الموقع : http://anamuslim.hateam.com/
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مشغول
المزاج المزاج : رايق

بطاقة الشخصية
ابو روان: الجوكر

تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقرة    تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد 19 فبراير 2012 - 16:39

وقال آخرون في ذلك بما:-

1345 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم, عن عيسى, عن ابن أبي
نجيح، عن مجاهد: (بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم) قال: قول يهود
بني قريظة، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حين سبهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم إخوة القردة والخنازير, قالوا:
من حدثك؟ هذا حين أرسل إليهم عليا فآذوا محمدا, فقال: يا إخوة القردة
والخنازير. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

1346 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيقة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي
نجيح, عن مجاهد مثله - إلا أنه قال: هذا، حين أرسل إليهم علي بن أبي طالب
رضي الله عنه وآذوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " اخسئوا يا إخوة
القردة والخنازير " .

1347 - حدثنا القاسم قال، حدثني الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج
قال، أخبرني القاسم بن أبي بزة, عن مجاهد في قوله: (أتحدثونهم بما فتح < 2-253 > الله
عليكم)، قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة تحت حصونهم فقال: "
يا إخوان القردة، ويا إخوان الخنازير، ويا عبدة الطاغوت ". فقالوا: من
أخبر هذا محمدا؟ ما خرج هذا إلا منكم!(أتحدثونهم بما فتح الله عليكم)! بما
حكم الله، للفتح ، ليكون لهم حجة عليكم. قال ابن جريج, عن مجاهد: هذا حين
أرسل إليهم عليا فآذوا محمدا صلى الله عليه وسلم. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

وقال آخرون بما:-

1348 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (قالوا
أتحدثونهم بما فتح الله عليكم) - من العذاب -" ليحاجوكم به عند ربكم "
هؤلاء ناس من اليهود آمنوا ثم نافقوا, فكانوا يحدثون المؤمنين من العرب
بما عذبوا به, فقال بعضهم لبعض: أتحدثونهم بما فتح الله عليكم من العذاب،
ليقولوا نحن أحب إلى الله منكم, وأكرم على الله منكم؟

* * *

وقال آخرون بما:-

1349 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:
(وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به
عند ربكم): قال: كانوا إذا سئلوا عن الشيء قالوا: أما تعلمون في التوراة
كذا وكذا؟ قالوا: بلى! - قال: وهم يهود - فيقول لهم رؤساؤهم الذين يرجعون
إليهم: ما لكم تخبرونهم بالذي أنـزل الله عليكم فيحاجوكم به عند ربكم؟
أفلا تعقلون؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخلن علينا قصبة
المدينة إلا مؤمن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
. فقال رؤساؤهم من أهل الكفر والنفاق: اذهبوا فقولوا آمنا, واكفروا إذا
رجعتم. قال: فكانوا يأتون المدينة بالبُكَر ويرجعون إليهم بعد العصر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقرأ قول الله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وَقَالَتْ
طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْـزِلَ عَلَى
الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ
يَرْجِعُونَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ آل عمران: 72]. وكانوا يقولون إذا دخلوا المدينة: نحن مسلمون. ليعلموا خبر رسول الله صلى الله < 2-254 > عليه
وسلم وأمره، فإذا رجعوا رجعوا إلى الكفر. فلما أخبر الله نبيه صلى الله
عليه وسلم بهم, قطع ذلك عنهم فلم يكونوا يدخلون. وكان المؤمنون الذين مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يظنون أنهم مؤمنون, فيقولون لهم: أليس قد
قال الله لكم كذا وكذا؟ فيقولون: بلى! فإذا رجعوا إلى قومهم [يعني
الرؤساء] - قالوا: " أتحدثونهم بما فتح الله عليكم "، الآية. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

* * *

وأصل " الفتح " في كلام العرب: النصر والقضاء، والحكم. يقال منه: "
اللهم افتح بيني وبين فلان "، أي احكم بيني وبينه, ومنه قول الشاعر:

ألا أبلــغ بنــي عُصْــمٍ رسـولا

بـــأني عــن فُتــاحَتكم غنــي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال أبو جعفر: قال: ويقال للقاضي: " الفتاح " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ومنه قول الله عز وجل: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ الأعراف: 89] أي احكم بيننا وبينهم.

* * *

فإذا كان معنى الفتح ما وصفنا, تبين أن معنى قوله: (قالوا أتحدثونهم
بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم) إنما هو أتحدثونهم بما حكم الله
به عليكم، وقضاه فيكم؟ ومن حكمه جل ثناؤه عليهم ما أخذ به ميثاقهم من
الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم, وبما جاء به في التوراة. ومن قضائه
فيهم أن جعل منهم القردة والخنازير, وغير ذلك من أحكامه وقضائه فيهم. وكل
ذلك كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين به، حجةً على المكذبين
من اليهود < 2-255 > المقرين بحكم التوراة، وغير ذلك [من أحكامه وقضائه]. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فإذ كان كذلك. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فالذي هو أولى عندي بتأويل الآية قول من قال: معنى ذلك: أتحدثونهم بما فتح
الله عليكم من بعث محمد صلى الله عليه وسلم إلى خلقه؟ لأن الله جل ثناؤه
إنما قص في أول هذه الآية الخبر عن قولهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ولأصحابه: آمنا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم; فالذي هو أولى بآخرها
أن يكون نظير الخبر عما ابتدئ به أولها.

وإذا كان ذلك كذلك, فالواجب أن يكون تلاومهم، كان فيما بينهم، فيما
كانوا أظهروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه من قولهم لهم: آمنا
بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به. وكان قيلهم ذلك، من أجل أنهم يجدون
ذلك في كتبهم، وكانوا يخبرون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك.
فكان تلاومهم -فيما بينهم إذا خلوا- على ما كانوا يخبرونهم بما هو حجة
للمسلمين عليهم عند ربهم. وذلك أنهم كانوا يخبرونهم عن وجود نعت محمد صلى
الله عليه وسلم في كتبهم، ويكفرون به, وكان فتح الله الذي فتحه للمسلمين
على اليهود، وحكمه عليهم لهم في كتابهم، أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه
وسلم إذا بعث. فلما بعث كفروا به، مع علمهم بنبوته.

* * *

قال أبو جعفر: وقوله: (أفلا تعقلون)، خبر من الله تعالى ذكره - عن
اليهود اللائمين إخوانهم على ما أخبروا أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم بما فتح الله لهم عليهم - أنهم قالوا لهم: أفلا تفقهون أيها القوم
وتعقلون، أن إخباركم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بما في كتبكم أنه نبي
مبعوث، حجة لهم عليكم عند ربكم، يحتجون بها عليكم؟ أي: فلا تفعلوا ذلك,
ولا تقولوا لهم مثل ما قلتم, ولا تخبروهم < 2-256 > بمثل ما أخبرتموهم به من ذلك. فقال جل ثناؤه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://anamuslim.hateam.com
خلود
Admin
Admin
خلود


الجنس : انثى
الابراج : الجدي
الأبراج الصينية : الكلب
عدد المساهمات : 410
نقاط : 1001
تاريخ التسجيل : 20/09/2011
العمر : 29

تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة البقرة    تفسير سورة البقرة  - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد 19 فبراير 2012 - 20:17

جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة البقرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة النساء ( 20 )
» سورة الفاتحة - سورة 1 - عدد آياتها 7
»  فوائد قراءه سورة الكهف
» دلالات تربوية على سورة قريش
» تفسير الاحلام - حرف ص

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
انا مسلم :: الاسلاميات :: القران الكريم-
انتقل الى: