المرسي محمود عاشور مشرف خاص
الجنس : الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 157 نقاط : 1462 تاريخ التسجيل : 14/08/2011 العمر : 30
| موضوع: الاخ العقيد احمد صفوت حجازى الجمعة 2 سبتمبر 2011 - 23:17 | |
| الإلحاح المستمر على أن الجيش والشعب يد واحدة، والكلام عمال على بطال فى شأن العلاقة بين المواطن المصرى وقواته المسلحة، هو حق يراد به باطل أو يمكنك اعتباره نوعا من افتعال أزمة بينما لا توجد أزمة أصلا، إذ لم يتطرق أحد من قريب أو من بعيد إلى أن هناك ما يعكر صفو العلاقة بين الطرفين.
ولذلك كان غريبا ومستفزا أن يتحدث الشيخ صفوت حجازى بعد صلاة العيد فى ميدان التحرير بلسان عسكرى مبين ليشدد على أن «اللى يرش الجيش بالميه هنرشه بالدم» دون أن يحدد الشيخ من المقصود «برش الجيش بالميه» بل ترك المسألة مفتوحة على كل الاحتمالات على نحو أغضب كثيرين ممن يناضلون من أجل وقف المحاكمات العسكرية للمدنيين والإفراج عن النشطاء السياسيين.
وكان حريا بالشيخ أن يكون واضحا ومحددا وهو يهتف بحماس معلنا تطوعه فى خدمة الجيش، فيقول للجموع إنه يتحدث عن الوضع على الحدود مع العدو الصهيونى، وفى هذه الحالة لن يختلف على كلامه أحد، بل ربما كان الخلاف حول أن هذا الكلام قديم جدا ومعاد ومكرر إلى درجة الملل، خصوصا أن تجربة أحداث الحدود أعادت تأكيد حقيقة ساطعة فى وجدان كل المصريين وهى أنه عندما يكون هناك خطر خارجى فإن 85 مليون مصرى يتحولون إلى محاربين يتحول لون دمائهم من الأحمر إلى الكاكى.
وأظن أن الجميع يعلمون أن العلاقة بين الشعب والجيش لم ولا ولن تهتز فى يوم من الأيام، ذلك أن الجيش هو جيش الشعب، كما أن الشعب هو سند الجيش وظهيره، ومن ثم يصبح التلميح بوجود بعض العكارة فى هذه المياه الجارية بين الطرفين هو الخطأ بعينه، ولا أريد أن أقول إنه بمثابة اختراع مشكلة من العدم، بقصد تقديم بعض الورود الصناعية إلى المجلس العسكرى، مع خطاب رقيق يحمل رغبة فى التطوع لمناهضة كل من يختلف مع المجلس أو ينتقده سياسيا.
وبوضوح أكثر وبالبلدى فإن إطلاق هذا الخطاب على عواهنه ودون تحديد أشبه بما يصفه أولاد البلد بخلط «أبو قرش على أبو قرشين» بحيث يتم توظيف قضية إجماع وطنى هى التوحد فى مواجهة العدو الصهيونى، لخدمة طرف واحد فى قضية محل خلاف بين المجلس العسكرى والسياسيين هى محاكمة المدنيين عسكريا والتسريع بنقل السلطة لإدارة مدنية.
وعليه يصبح الكلام على هذا النحو عودة للخلط بين الجيش كمؤسسة وطنية تتألف من جميع أطياف الشعب المصرى، وتجد الحماية والتقدير والاحترام من كل بيت على أرض مصر، وبين المجلس العسكرى الذى هو السلطة السياسية الحاكمة الآن.. ومن هنا وحسب منطق الشيخ صفوت ومنطوقه يصير الخلاف مع المجلس العسكرى خلافا مع الجيش، وهو منطق مغلوط بحكم أن المقدمات الفاسدة تقود إلى نتائج فاسدة أيضا.
فليطمئن الشيخ صفوت وينام قرير العين على أن العلاقة بين الشعب والجيش أقوى من الفولاز وأمتن من الجرانيت ولن تؤثر فيها مظاهرة تندد بالمحاكمات العسكرية، ولا كلمة عابرة فى صلاة العيد .
كل عام ومصر أنبل بدون دم أو مياه عكرة.
| |
|