إرشادات للأمهات في تربية أبنائهم

بسم الله الرحمن الرحيم


في هذا الموضوع نحاول قدر الإمكان مساعدة الأمهات والآباء في

عملهم التربوي بإعطاء لائحة من الإرشادات العملية لتواكبهم في كل

مرحلة من مراحل نمو أولادهم في السنوات الخمس الأولى


من الولادة حتى السنة الأولى

ينصح أطباء الأطفال بالإرضاع من الثدي لفترة تتراوح بين الستة أشهر والسنة، فكل الدراسات تشير الى أن التغذية من حليب الأم تزود الطفل بمناعة مهمة تحصنه ضد الأمراض الشائعة خلال الطفولة، مثل أمراض الصدر والتهابات الأذن وحالات الإسهال والتهابات المثانة، الخ..
إن تقبيل واحتضان ومعانقة الطفل من الضروريات في هذه المرحلة من النمو، فتوفير هذا النوع من الاتصال الجسدي للطفل يؤدي الى اتزان في ردات فعله واستجابته للضغوطات، وبالتالي يصبح أكثر طمأنينة وهدوءاً وأسهل تجاوباً مع محيطه.
تحدثوا مع المولود ! بالرغم من أن الطفل لا ينطبق في هذا العمر المبكر، فهو يفهم الكثير ! إن حديث الأهل مع المولود يشكل إثارة مهمة جداً بالنسبة له، ويساعد على تنمية النطق عنده وتطوير القدرات الفكرية.

عرّفوا مولودكم الى الكتب : يجب تنمية حب الكتاب وحب المطالعة منذ الصغر، فالمولود يحب سماع إيقاع الكلام، وعندما نقرأ له ننمي ونعزز هذه العادة، خاصة عندما يقرن الطفل خبرات القراءة باللحظات الحميمة مع والدته أو والده في هدوء غرفة النوم مع إنارة لطيفة وشعور جميل جداً بالطمأنينة والأمان.

الانتباه الى كيفية وضع المولود الجديد في السرير للنوم : كل الدراسات اليوم تنصح بوضع المولود على ظهره بدلاً من بطنه، وعدم استخدام وسادة له، والكشف عليه عدة مرات خلال نومه لتجنب حوادث الوفاة بالاختناق.

عدم المباشرة بإطعام المولود الجديد مواد غذائية مختلفة قبل الأربعة أشهر. فالدراسات تشير الى أن مشاكل السمنة الزائدة والحساسيات عند الأولاد ناتجة عن هذه الممارسة في عمر مبكر.

لا تدعوا الطفل بمفرده في "جهاز المساعدة على المشي" (Walker)، واستعملوا هذا الجهاز لفترات محددة جداً، فالطفل الذي يمضي ساعات طويلة بالجهاز يُحرم من الفرص المناسبة لتطوير قدراته الحركية وكذلك قدراته الفكرية – الحسية من استكشاف المحيط وتكوين صورة جسدية متكيفة مع المفاهيم المكانية في محيطه.

لا تتسرعوا في إلباسه الحذاء ! إن عظام قدم الطفل رقيقة جداً، وحتى عمر الستة أشهر تتكون معظم القدم من مادة الغضروف، فإذا حُصرت القدم في حذاء صغير أو حتى في جوارب صغيرة ومشدودة ، قد يُعرض الغضروفهذا للاهتراء مما يعيق نمو العظم بشكل سليم.

ان الانتباه من الأشياء الصغيرة في محيط الطفل، فهو يضع كل شيء في فمه !

من السنة الأولى حتى السنة الثانية

للأب دور مهم جداُ في العناية بالطفل : العديد من الدراسات تشير الى أن مشاركة الأب في العناية بالأولاد ورعايتهم الى جانب الأم لها تأثير إيجابي على شخصية الطفل من ناحية التكيف الاجتماعي وحتى التحصيل المدرسي.

المباشرة بتطبيق نظام للنوم، وذلك لتجنب مشاكل النوم لاحقاً، فمثل هذا النظام يعطي الأمان للولد.

التأكد من تواجد كل الإسعافات الأولية في المنزل، وكذلك التأكد من سلامة النباتات الموجودة في البيت أو الحديقة، فهناك العديد من النباتات السامة التي تؤذي الصحة.

الشعوربالاكتئاب والقلق طبيعي عند الأم الجديدة، لكن يجب أن نعلم أن اكتئاب الأم يؤثر سلبياً على الطفل، لذلك يُنصح أن تبحث الأم عن السند أو الدعم العاطفي في مثل هذه الحالات من قبل زوجها، أو أقاربها، أو صديقة لها، الخ..

عدم المباشرة بتطبيق نظام غذاي لتخفيف السمنة عند الولد إذا كان سميناً، فلا داعي للقلق بالنسبة لوزنه في هذا العمر المبكر، ويجب أن نعلم أنه حتى عمر الخمس سنوات يحتاج الولد الى تنويع في غذائه للحصول على الفيتامينات اللازمة للنمو. هذا وينصح الخبراء بالمباشرة في خلق عادات غذائية سليمة بإبعاد الأولاد قدر المستطاع عن المأكولات غير الصحية.

عدم التسرع في التدريب على النظافة : النظريات التربوية الحديثة تنصح بالمباشرة في عملية التدريب عند عمر السنتين حيث تكون الأعصاب والعضلات جاهزة.


الاتصال المستمر مع طبيب الأطفال من خلال الالتزام بمواعيد الكشوفات الطبية وتواريخ اللقاحات.

لا تتوقعوا أن يلعب ولدكم في هذا العمر بمفرده، فالأولاد بين السنة والسنتين يحبون الناس كثيراً، وبالأخص والديهم، لذلك ينصح الخبراء باللعب مع الولد ومشاركته اهتماماته قدر الإمكان.


من السنة الثانية حتى السنة الثالثة

الانتباه الى فقر الدم : حوالي 12% من أولاد السنتين يعانون من فقر الدم بسبب نظام غذائي يفتقر الى مادة الحديد، والعوارض هي اللون الشاحب والتعب. لذلك، ننصح بإطعام الولد مواد غنية بالحديد مثل اللحم الأحمر، والعدس، والسمك، والمشمش، الخ..

التهابات الأذن شائعة جداً في هذا العمر وقد تؤدي الى اضطرابات بالسمع، لذلك ننصح بالكشف على سمع الولد. نذكر بأن مشاكل السمع تؤثر على النطق، مما يؤدي الى مشاكل سلوكية عند الأولاد.

التأكد من أن المنزل خال من المخاطر : إن فضولية الولد في هذا العمر تجعله يرغب بلمس وتذوق أي شيء في متناول يده، لذلك ننصح بوضع كل مواد التنظيف المنزلي كما الأدوية في أمكنة بعيدة عن متناول يده.

عدم الضغط على الولد بأن يكون الأفضل والأشطر والأنظف ! إن مثل هذه الضغوطات تعلمه رنح المنافسة، والمنافسة في مثل هذا العمر المبكر تنعكس سلبياً عليه، إذ إنه يشعر بأنه غير محبوب كما هو وعليه دائماً أن يكون أفضل لكي يرضي والديه ويتقبلاه..

لا تقلقوا على نطقه إذا كان متأخراً بالنسبة لأقرانه، فلكل ولد نمطه الخاص باكتساب اللغة، وتشير الإحصاءات الى أن من 9 الى 17% من الأولاد في عمر السنتين يملكون أقل من ثلاثين كلمة في مخزونهم اللغوي.. إن مثل هذا التأخر لا يعني تأخراً للأبد، خاصة إذا كان سمع الولد سليماً، وإذا لم يكن هناك إعاقة سمعية أو مشاكل نطق في عائلة أحد الزوجين أو كليهما. وقد يعني هذا التأخر أن محيط الولد لا يوفر له الإثارات الكافية للتواصل الكلامي، وينصح الخبراء بالتحدث مع الولد وقراءة القصص له وجعله يمضي بعض الوقت في الحضانة مع أولاد من عمره مما يساعد على تطوير قدرات النطق عنده.

من السنة الثالثة حتى السنة الرابعة

وضع الحدود على الوقت الذي يمضيه الولد أمام شاشة التلفزيون، وكذلك الإشراف على نوعية البرامج التي يشاهدها.

تشجيع الاستقلالية عند الولد ومساعدته على الانفصال بعيداً عن أمه خلال النهار.

الانتباه الى ما يقال أمام الولد : فلأولاد السنة الثالثة آذان كبيرة، وبما أنهم يمضون معظم وقتهم مع أمهم فهم يستمعون لكل ما تقوله بفضولية، ويكررون ما سمعوه أمام الآخرين.. لذلك يُفضل عدم انتقاد رفاقه أو الجيران أوالمعلمة أمامه..

الكشف على نظر الولد واستشارة الاختصاصيين بحال ملاحظة حَوَل في عينيه.

لا تتسرعوا في تعليم الولد القراءة والكتابة في هذا العمر.

المباشرة في اعتماد الحوار كوسيلة تربوية بدلاً من الصراخ والتأنيب لجعله يلتزم بالقوانين الأخلاقية أو لتعديل سلوكه.

اعتماد أسلوب موحد بين الأم والأب فيما يتعلق بتربية الأولاد، فإن هذا الانتظام في المرجعية يعطي الأمان والطمأنينة للولد، وكذلك القوانين السلوكية في البيت التي توضح للولد الخطوط الحمراء التي لا يجوز أن يتعداها.

من السنة الرابعة حتى السنة الخامسة

عدم مقارنة الإخوة بعضهم بالبعض الآخر.
أخذ الولد بجدية إذا قال إنه مريض، فلعله يحاول التهرب من شيء ما، ويجب الاستماع لشكواه ومعرفة سبب هذا التهرب.

تعليم الولد على التعاطف مع الآخرين واحترامهم ، ففي هذا العمر تخف الأنانية ويبدأ الولد بتطوير مهاراته الاجتماعية على أسس أخلاقية يتعلمها في البيت.

تشجيع إبداع الولد من خلال الرسم والتلوين والأعمال اليدوية.

عدم القلق إذا كان لا يزال يتبول لاإرادياً في الليل، فالدراسات تشير الى أنه حتى عمر السبع سنوات، هناك واحد من أصل عشرة أولاد يتبولون لا إرادياً في الليل.

عدم القلق إذا برزت وتكاثرت المخاوف في هذا العمر، ولا تتعجبوا إذا لم يكن الولد يخاف من شيء ما من قبل وأصبح يخاف منه الآن.. إن هذه المخاوف طبيعية في هذه المرحلة طالما لا تؤثر بشكل سلبي على حياة الطفل وتعيقه عن تطوير قدراته عامة وتمنعه من تأدية الوظائف اليومية المتوقعة منه.

لا تتوقعوا أن يلعب أولادكم مع بعضهم البعض من دون مشاجرات وخلافات حول أبسط وأتفه الأمور..

لا تتركوا تربية أولادكم للاختصاصيين فقط تعرفوا الى علم تربية الأطفال من خلال المطالعات في الكتب، والمجلات، وبواسطة الحاسوب والإنترنت.. تزودوا بكل المعلومات المتعلقة بتطور الأولاد لكي تصبحوا أنتم الخبراء بأبنائكم

بارك الله فيك