كد السفير المصرى فى العاصمة التركية أنقرة عبد الرحمن صلاح الدين على مرافقة 200 رجل أعمال جدد لرئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان خلال زيارته لمصر يومى 12 و13 سبتمر الجارى، لافتا إلى العديد من اللقاءات والمشروعات والاتفاقيات المزمع تنفيذها خلال الزيارة.
وألمح سفيرنا بأنقرة إلى إمكانية لقاء أردوغان بالرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن بالقاهرة تزامنا مع اجتماع لجنة السلام العربية بالجامعة العربية الثلاثاء القادم. مشيرا إلى الدور المشترك لمصر وتركيا فى دعم المسعى الفلسطينى من أجل الحصول على اعتراف دولى بدولتها وانضمام فلسطين للأمم المتحدة.
وقال السفير صلاح الدين فى لقاء مع الوفد الصحفى المصرى الذى يزور تركيا حاليا، إن أهمية زيارة رئيس الوزراء التركى لمصر تكمن فى هذا التوقيت الذى تقترب فيه مصر من الانتخابات البرلمانية. وتؤكد الزيارة حرص الدولتين على تقوية التعاون بينهما باعتبارهما ركيزة الاستقرار بالمنطقة. وأشار إلى الروابط القوية التى تربط البلدين مما يؤهلهما معا لتقديم نموذج للعالم نافيا وجود أى نوع من المنافسة بين الدولتين لقيادة المنطقة.
وأضاف أنه من المقرر مناقشة التطورات الأخيرة فى ثورات الربيع العربى والعربدة الإسرائيلية الأخيرة، كما سيتم مناقشة الرؤية لنقلة إستراتيجية جديدة للعلاقات الثنائية ليس فقط لزيادة الاستثمارات ولكن لكل أطر التعاون بين البلدين.
وعن برنامج الزيارة قال السفير المصرى بتركيا أنه سيتضمن لقاء أردوغان مع المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى والدكتور عصام شرف رئيس الوزراء، إضافة الى اجتماع موسع ما بين وفدى البلدين. وأضاف أنه من المقرر توقيع الإعلان الإستراتيجى لإنشاء مجلس أعلى إستراتيجى بين رئيسا وزراء البلدين وبعدها مباشرة سيتم عقد أول جلسة للمجلس فى القاهرة كما سيقوم أردوغان بزيارة أحد الاستثمارات التركية فى مصر. ومن المقرر فور مغادرة رؤساء الوزراء سيتم عقد لقاءات عمل بين رجال الأعمال من البلدين.
وحول أهداف الزيارة قال السفير صلاح الدين، إن الزيارة تهدف إلى مضاعفة الاستثمارات التركية فى مصر والبالغ حجمها 1.5 مليار دولار ويرافق رئيس الوزراء التركى 200 رجل أعمال جدد. وعن الوفد المرافق أشار السفير المصرى بأنقرة إلى مشاركته عدد من الوزراء للاجتماع التحضيرى لزيارة أردوغان منهم وزراء الخارجية والدفاع والطاقة والتعليم والبيئة والنقل والمواصلات والزراعة والتجارة والاقتصاد والصناعة.
وأضاف أنه من المقرر أن يلتقى أردوغان مع كافة الطوائف السياسية ومرشحى الرئاسة الراغبين فى لقائه، كما سيلقى كلمة عامة تقوم بتنظيمها أحد مراكز البحوث أو الجمعيات. ويخص أردوغان مصر بيومين فى برنامج زيارته لدول المنطقة التى تشمل تونس وليبيا.
وأشار إلى وجود 22 اتفاقية تحت البحث تغطى كافة المجالات وأنه سيتم توقيع 5 اتفاقيات منها خلال الزيارة منها اتفاق التعاون الاستراتيجى واتفاقيات أطر فى الإعلام والصحافة والثقافة والاتصالات.
أيضا سيتم مناقشة إنشاء مراكز مهنية للتدريب من سباكة ولحام وبراده ونجارة وغيرها وأيضا تنمية قطاع المقاولات لأن تركيا لديها خبرة كبيرة فى هذا المجال وتحتل مواد البناء بها المرتبة الأولى فى العالم وتأتى فى المرتبة الثانية بعد الصين كأقوى الدول فى قطاع المقاولات.
كما سيتم طرح مشروع الإسكان لبناء مليون وحدة سكنية للشباب على الجانب التركى لتقديم إسكان قليل التكلفة. وسيتم التركيز على المشروعات التى نحتاج فيها الى خبرة أو تمويل، أيضا بحث إمكانية التعاون لإنشاء خط سريع للسكك الحديدية.
وأشار السفير صلاح الدين إلى ترحيب مصر برغبة الجانب التركى فى إنشاء بنك جديد فى مصر لتسهيل الاستثمارات والتحويلات بين البلدين. كما تبدى تركيا رغبة قوية فى الاستثمار فى الطاقة المتجددة فى مصر وتم الاستفادة بذلك بالفعل فى الإضاءة ببعض المناطق بمدينة السادس من أكتوبر.
كما نسعى إلى تفعيل الاتفاق الموقع بين ميناء الإسكندرية البحرى وميناء مارسين فى جنوب تركيا بموافقة وزارتى النقل فى البلدين. ومن المتوقع أن يؤدى هذا الاتفاق إلى سرعة فى نقل البضائع خاصة الخضروات والحبوب.
وقال سفيرنا بأنقرة، إن الزيارة تأتى أيضا فى إطار اهتمام الدولتين بأفريقيا واهتمام تركيا بتنفيذ مشروعات استثمارية على ارض مصر للتصدير إلى الجانب الأفريقى والاستفادة من اتفاقية الكوميسا مع دول شرق إفريقيا التى تلغى الرسوم الجمركية.
كما أن الدولتين لديهما رؤية تكاد تكون متطابقة لحماية الدول ذات الاقتصاديات المتوسطة والصغيرة الحجم من تقلبات السوق. وتستفيد مصر من عضوية تركيا فى منظمات دولية منها مجموعة العشرين ومجموعة الثمانية (الدوفيل)، مما يؤكد على ضرورة توطيد التعاون بين البلدين، ثنائيا وإقليميا ودوليا ويساعد على ذلك عدم وجود أى خلاف سياسى بيننا وأثنى السفير المصرى بتركيا على الدور الكبير الذى قامت به الحكومة التركية فى نقل المصريين العاملين فى ليبيا.
وعن الاستثمارات المصرية فى تركيا قال السفير صلاح الدين إنها لا تزال ضعيفة ونعمل على زيادتها خاصة فى مجال السياحة المتبادلة بين البلدين من خلال مجموعات عمل مشتركة. وأشار إلى الطفرة التى يشهدها قطاع السياحة فى تركيا حيث وصلت الاستثمارات به إلى حوالى 30 مليون دولار. وأضاف أن الاستثمارت التركية فى مصر أعلى لأننا نقدم لهم عمالة وطاقة ودخول أسواق كبيرة مثل أفريقيا.
وأشار إلى اقتراح قدمه إلى وزير الصناعة فى تركيا لاستقبال رؤساء الجامعات المصريين الراغبين فى الاستفادة من تجربة ما يسمى "تكنو بارك" أو الحضانات التكنولوجية فى تركيا. كما ناقش هذه الفكرة مع العالم الدكتور أحمد زويل وأبدى اهتماما كبيرا بها. وتقوم هذه الحضانات التكنولوجية بتطبيق الدراسة النظرية فى الجامعات لإيجاد حلول للصناعة بتمويل من رجال الأعمال، ويوجد فى تركيا 80 حضانة عاملة إضافة إلى 100 حضانة تحت الإنشاء.
وشهدت العلاقات التجارية بين البلدين نموا متزايدا خاصة خلال الأعوام الثلاثة الماضية بعد دخول اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين البلدين حيز التنفيذ فى عام 2007 بما أسهم فى تعزيز التبادل التجارى.
وكان حجم التجارة بين البلدين 500 مليون دولار فقط وبعد تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة وبعد 4 سنوات فقط وصل إلى 3 مليارات دولار، كما وصل حجم الاستثمارات التركية فى مصر 1.5 مليار دولار وأصبحت تركيا تحتل المرتبة رقم 47 ضمن قائمة أهم الدول المستثمرة فى مصر من خلال المصانع التركية فى المناطق الصناعية بمدن 6 أكتوبر وبرج العرب وغيرها.
ومن أهم بنود الصادرات المصرية "بيتومين – أسود الكربون – منتجات حديد وصلب مسحوبة على الساخن- سماد فوسفات وأسلاك نحاسية وغزول قطنية ومنسوجات".
وأهم مجالات الاستثمار التركى فى مصر "الملابس والمنسوجات الصناعات الغذائية و الكيماويات والأدوية والتعدين والمشروعات السياحية والأتوبيسات والتطوير الصناعى للمناطق الصناعية ".
يذكر أن الرئيس التركى عبد الله جول كان أول رئيس جمهورية يزور مصر بعد ثورة 25 يناير وإسقاط النظام السابق.