أكد رجل الأعمال العراقي المقيم في سورية مشعان الجبوري أنه تلقى أموالاً من عائلة العقيد الليبي معمر القذافي لبث رسائل للقذافي ونجله سيف الإسلام "لكنها أموال شحيحة، لأن عائلة القذافي عائلة بخيلة".
وقال الجبوري، الذي فرضت عليه عقوبات دولية في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" امس الخميس، إن هناك عدة رسائل سياسية وإعلامية لمن وصفها بـ "المقاومة الليبية ضد الاستعمار" ستبث على قناة الرأي في الفترة المقبلة"لأن الأمر ليس مرتبطا فقط بالقذافي وعائلته فقد يُقتل القذافي أو يُعتقل، لكن المقاومة ضد المحتل ستستمر ومثال ذلك العراق، إذ دفع الاحتلال مليارات الدولارات لكنه لم يهنأ بالاستقرار الذي كان ينشده أو يتوقعه أو بالديمقراطية التي زعمها".
وأضاف الجبوري، الذي كان يعمل يوماً ما لدى عدي النجل الأكبر للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، "نحن في قناة الرأي نبث رسائل القذافي وعائلته لأنها رسائل تحمل مضمون الدفاع عن أرض وشعب ضد محتل".
وتابع "نحن لا نقول إن القذافي وعائلته كانوا يلبون مطالب الشعب الليبي كلها، ليس هناك حاكم في العالم يستطيع أن يلبي كل مطالب شعبه، البعض يصفه بالديكتاتور والمستبد.. هو لم يكن مثاليا.. نحن نعرف ذلك".
وأضاف "إنني لا زلت على اتصال بالقذافي وعائلته وقبل أيام تحدثت مطولاً مع سيف الإسلام القذافي، ليس لدي ما أخشاه من إعلان ذلك. علاقتي بهم ليست حديثة ونحن مع أي مقاومة تقاوم الاحتلال"، مؤكداً "أعرف أن معنويات القذافي وعائلته جيدة وهم مصرون على فعل المقاومة".
وعما إذا كان تلقى ملايين الدولارات من عائلة القذافي، قال الجبوري الذي تزوج سيدة سورية منذ سنوات "هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالثوار الليبيين يعيدون للأذهان طريقة تعاطي الهند الشرقية التي كانت تعمل لحساب بريطانيا".
وتابع قائلا "نحن لا نريد عودة القذافي إلى السلطة ولكن أيضاً ثوار الناتو ليست لديهم قيم ثورية حقيقية ضد الغازي، ما يحدث الآن في ليبيا هو صراع بين الشرق والغرب، والحديث عن ملايين الدولارات تلقيناه من عائلة القذافي كلام غير دقيق تلقينا مبالغ صغيرة وشحيحة الكل يعرف أن عائلة القذافي عائلة بخيلة لا تدفع كثيرا، وسأعلن بالتفصيل كم هي المبالغ التي تلقيتها منهم".
ورفض الجبوري الكشف عن تفاصيل وآليات كيفية إيصال الرسائل الصوتية للقذافي وأولاده التي يبثها من حين لآخر على قناة الرأي، وقال إن "ذلك متروك لوقت آخر".
وكرر الجبوري أن عائلة القذافي "لا تفي بوعودها وهم ليسوا أوفياء بالعهود لتي يقطعونها على أنفسهم بالقضايا المالية، أنا لا أنفي أبداً أنهم دعمونا في بداية عمل القناة لكنهم لم يلتزموا بالمبالغ التي وعدوا بها، لكن هذا شيء ودعمي للمقاومة في أي مكان تقاوم به الاحتلال شيء أخر، الأمر بالنسبة لي قضية مبدأ".
قناة الرأي التي أسسها مشعان الجبوري عام 2006 هي القناة الوحيدة التي لا تزال على تواصل مع القذافي وتبث رسائله.
كان الجبوري، البرلماني العراقي السابق، قد تعرض لعقوبات دولية استهدفت أفراداً ومنظمات تروج للإرهاب أو تدعمه في العراق.